المنهـج القرآنـي في علاج ظاهـرة انتشـار الفكـر الإلحـادي
المنهـج القرآنـي في علاج ظاهـرة انتشـار الفكـر الإلحـادي
الملخص
تكمن أهمية معالجة إنتشار الفكر الإلحادي في تحديد معنى الإلحاد أولا؛ لإزالة اللبس عنه وتصحيح المفاهيم حوله، من خلال تتبع هذا اللفظ في كتب اللغة ثم متابعة ورود هذا اللفظ في القرآن الكريم، وبيان المعنى الذي أداه هذا اللفظ في كل مرة ورد فيها إذ ورد هذا اللفظ خمس مرات، وخلاصة معناه: هو الميل من الحق إلى الباطل . وهو ما يتفق فيه المعنى اللغوي والاستعمال القرآني له. وليس كما اشتهر وأشيع في كتابات المستشرقين بأنه الفكر الذي ينكر وجود الخالق، فهذا ليس معناه العام بل هو أحد معانيه المستعملة وإن كان هذا هو الاشهر والاغلب.
فإذا وقفنا على هذا المعنى الحقيقي عرفنا أن له الفاظا ذات صلة بمعناه منها: الحداثة، والاستشراق، والعلمانية، وظهرت هذه الاتجاهات والافكار بسبب دوافع نفسية واجتماعية وبسبب التشدد الديني والغلو والتطرف، بالإضافة الى الجهل والازمات الاقتصادية والسياسية والمراهقة الفكرية التي يمر بها الانسان، وهذه كلها لم تكن وليدة اللحظة فعند التتبع التأريخي لها نجد أن لها جذورا متأصلة في النفس البشربة منذ خلقها وهذا ما ذكره الله تعالى لنبيه في القرآن الكريم.
ومن خلال هذا التشخيص للمعنى والاسباب والتتبع التأريخي نستطيع الوقوف على وسائل العلاج القرآني لهذه الظاهرة بمختلف مسمياتها وذلك من خلال الإيمان بالله تعالى أولا والتسلح بالعلم والاعتزاز بالهوية الإسلامية إذ لا يمكن أن تحارب هذه الظاهرة دون أن يكون لدينا هذا الإنتماء والولاء لديننا الحنيف.ومن ثم امتلاكنا أسلوب الحوار الناجح وهذه الوسائل كلها أستعملها القرآن الكريم في خطابه مع الكافرين والمشركين وهي أفضل الوسائل لتميزها بخصيصتي الربانية والشمولية. وخلاصة القول إن في القرآن الكريم علاجا شافيا لكل المشاكل الاجتماعية والنفسية وغيرها الكثير الكثير من المشاكل والواجب علينا الرجوع إليه باستخراج العلاج واتباعه.