تيسير النحو العربي بين الجواريّ والمخزوميّ دراسة موازنة

الملخص

ربما تكون اللغة العربية في المرتبة الأولى من بين لغات العالم التي حضيت باهتمام أهليها، والأغرب أنها قد تكون في المرتبة نفسها بين اللغات التي تعرضت لنقد أهلها ومحاولة إصلاحها أو تيسيرها. وقد كثرت وتعددت محاولات التيسير منذ بدء الدراسة اللغوية العربية، هذه المحاولات في الحقيقة لم تجد لها سبيلا للتطبيق على أرض الواقع، فقد يكون ذلك لأنها لم تقدم حلولا جذرية لمشكلات العربية وصعوباتها، فوسمت وسجلت في صفحة التاريخ اللغوي العربي بـ( محاولات التيسير). وما يحسب للكثير منها أنها كانت تتسم بالجدية والرصانة العلمية اللتين جعلاها أهلا للإشادة والدراسة والاستذكار. ومن بين محاولات التيسير المهمة هذه في تراثنا كانت لعلمين عراقيين كبيرين هما الدكتور مهدي المخزومي، والدكتور أحمد عبدالستار الجواري. وفي هذا البحث المتواضع سنقدم دراسة موازنة موجزة لما قدماها في هذا المجال في كتابيهما (في النحو العربي نقد وتوجيه) للمخزومي، و(نحو التيسير) للجواري، ولا تهدف هذه الدراسة إلى عقد المفاضلة بينهما بقدر ما تهدف إلى وضع اليد على أسس محاولتهما وما امتازت به كل واحدة من الأخرى.