توظيف الرمز واثره في شعر ماجد الحسن دراسة تحليلة

الملخص

      تتناول هذه الرسالة دراسة معمقة لاستخدام الرموز والتجليات الأدبية في أشعار ماجد الحسن، الشاعر العربي البارز في العصر الحديث. يسعى البحث إلى تحليل الدور العميق للرمزية في انعكاس المفاهيم الاجتماعية، والثقافية، والنفسية في شعره. تنطلق الدراسة من فرضية أساسية مفادها أن الرموز والتجليات الأدبية في قصائد ماجد الحسن تتجاوز كونها مجرد أدوات جمالية؛ بل تُوظَّف بفاعلية كوسائل لنقل رسائل اجتماعية معقدة وتجسيد التجارب الفردية والجماعية.

اعتمد البحث على منهج وصفي تحليلي، واستند إلى المصادر الوثائقية والمكتبية لجمع البيانات. تم تحليل البيانات المجمعة بدقة باستخدام منهج تحليل المحتوى، وذلك من خلال دراسة متأنية لدواوين ماجد الحسن، بهدف الكشف عن الأبعاد المختلفة للرموز والتجليات الأدبية.

أظهرت نتائج البحث أن الرمزية في أشعار ماجد الحسن تتجاوز البعد الجمالي لتُصبح أداة قوية لتمثيل التعقيدات الاجتماعية، والنفسية، والفلسفية. فالرموز المستخدمة في شعره، التي تتنوع بين العناصر الطبيعية والصور الحضرية والأسطورية، تؤدي وظيفة متعددة الطبقات، مما يفتح المجال أمام تعدد القراءات والتأويلات. كما كشف البحث أن الحسن يُوظف هذه الرموز لخلق صلة وثيقة بين التجارب الفردية والجماعية، إذ تعكس هذه الرموز الأوضاع النفسية والاجتماعية، وتُشجع القارئ على الانتقال من المعاني السطحية إلى مستويات أعمق من التأمل في القضايا الإنسانية الكبرى.

تُشير النتائج كذلك إلى أن التجليات الصورية واللغوية في شعر الحسن، من خلال خلق التشويق والغموض، تدفع القارئ إلى التفاعل والمشاركة النشطة في عملية بناء المعنى. كما أن الإيقاع الداخلي والتركيبات النحوية المعقدة تُضفي على شعره عمقًا وتعددية صوتية، ما يُسهم بشكل فعال في إثراء عملية التفسير والتأويل. علاوة على ذلك، يُوضح البحث أن الرمزية في شعر الحسن لم تُستخدم فقط للتعبير الفني، بل أصبحت أداة للنقد الاجتماعي وإعادة التفكير في علاقات القوة، مُسهمةً في خلق فضاء متعدد الدلالات يدعو القارئ إلى التأمل النقدي في القضايا الثقافية، والسياسية، والهوية.