الرعاية الاسلامية للرهبان في دير صهيون في ضوء المراسيم السلطانية المملوكية ( صور من التسامح الديني )
الرعاية الاسلامية للرهبان في دير صهيون في ضوء المراسيم السلطانية المملوكية ( صور من التسامح الديني )
Abstract
شهد العصر المملوكي الثاني (المماليك البرجية) أحداثاً مهمة سواء على الصعيد الداخلي المتمثل بكثرة التمردات وعدم استقرار الوضع السياسي نتيجة عزل السلاطين وتولية آخرين، وعلى الصعيد الخارجي تحملت الدولة أعتى قوتين، قوة المغول ومحاولتهم السيطرة على بلاد الشام، وقوة الصليبيين الذين ما يأسوا من تكرار هجماتهم على بلاد الشام وبيت المقدس على وجه الخصوص. وعلى الرغم من ذلك لم يتأثر سلاطين المماليك بهذا الجو المغتم بل سيروا الدولة على أتم وجه من خلال وضع الامور في نصابها بقوة القوانين المفروضة على المجتمع.
واحتلت مدينة القدس أهمية كبيرة في تاريخ المسلمين على تعاقب دولهم، فكانت بحق مدينة التعايش السلمي بين الفئات والقوميات والديانات، بل تعدى الامر أبعد من ذلك حينما سطر السلاطين بأيديهم مراسيم ووثائق رسمية أثبتوا فيها حقوق النصارى وغيرهم من الديانات الاخرى، كحق مشروع في الحياة وممارسة الشعائر وفق ما قرره الشرع الحنيف.