استراتيجية الكيان الصهيوني في التطبيع مع الدول العربية كيف نفهمها ونقاومها؟
استراتيجية الكيان الصهيوني في التطبيع مع الدول العربية كيف نفهمها ونقاومها؟
Abstract
استراتيجية الكيان الصهيوني في التطبيع مع الدول العربية كيف نفهمها ونقاومها؟
تعاني القضية الفلسطينية، اليوم، من خطر عظيم، في ظل تحول الحكومات العربية للهرولة نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني. في حين يجد هذا الكيان، نفسه، أمام فرصة سياسية قلما تعوض، يحاول الاستفادة منها لتثبيت مشروعه الاستعماري الإحلالي الاستيطاني من ناحية، ومصالح رعاته الغربيين وداعميه الجدد من الأنظمة العربية المطبعة من ناحية أخرى.
وجوهر التطبيع، بالنسبة للكيان الصهيوني، بمساراته واشتراطاته، هو تصفية وليس لتسوية القضية الفلسطينية، وتوفير اللحظة التاريخية التي يتحول فيها الفلسطيني من المقاومة إلى التسليم والقبول بالمعروض كما تحاول صفقة القرن. كما أنه يحقق للكيان الصهيوني فوائد عدة أخرى؛ بخلاف فرض الرؤية الصهيونية في تسوية الملف الفلسطيني، منها: السماح لهذا الكيان بالاستفادة اقتصادياً من محيطه العربي، وتحسين مكانته الدولية بين الدول، خصوصاً الداعمة للقضية الفلسطينية؛ وفي القلب منها الدول الإسلامية غير العربية، كل ذلك من دون أن يضطر إلى تقديم أية تنازلات.
وتقوم استراتيجية التطبيع الصهيوني، على إدراك جيد للمشهد العربي الراهن، ومحاولة استغلاله من أجل تحقيق الأهداف السابقة. ف"التطبيع" الصهيوني، يهدف إلى التعامل مع قضية غير استراتيجية (السلام مع الدول العربية)، للوصول إلى الهدف الاستراتيجي الصهيوني في الهيمنة على العرب.