واقع اللغة العربية في ظل الاحتكاكات الحضارية
واقع اللغة العربية في ظل الاحتكاكات الحضارية
Abstract
من الواضح جدا أن اللغة العربية تمر بأزمة حادة على مستوى الوطن العربي عامة والمجتمع الجزائري خاصة، إذ تزعزع كيانها (اللغة العربية) في كل المجتمعات بشكل ملحوظ، حيث أصبحت كل جماعة تحاول رفع الحرج اللغوي الذي يكاد يمحو معالم العربية من لسان الأمة والجزائر على غرا المجتمعات الأخرى تناوشتها عدة عوامل أهمت في توليد شتات لغوي، "فهي تعيش واقعا لغويا حجا تجسد في صراع لغوي تتجاذه أطراف ثلاثة: العربية الفصحى، والعامية واللغة الفرنسية، وإن كان هذا الصراع من مخلفات الاستعمار الفرنسي الذي عمل على محاربة اللغة العربية وتهميشها، وإحلال الفرنسية بدلا منها، مما اضطر الجزائري لاستعمال العامية للحفاظ على هويته العربية الإسلامية، إلا أن الجزائر مازالت إلى يومنا هذا تعاني من هذا الصراع، فالحديث عن الواقع اللغوي في الجزائر يصطدم بمشكلة كبيرة تتمثل في إهمال اللغة العربية الفصحى، وزحف العامية التي أخذت تتسلل إلى المؤسسات التعليمية والإعلامية والثقافية".
تتميز الجزائر بثنائية متميزة لا يمكن التخلي عن أي طرف منها، فالخريطة اللغوية للسان الجزائري فيها قطبان أساسيان لا غنى عنهما في تتبع الأصالة اللغوية والحفاظ على الهوية الوطنية، هما الأمازيغية لغة الامازيغ والعربية لغة القرآن، "الأولى تثبت تاريخا عريقا للسكان الأصليين وتحدد العرق اللغوي الذي تنحدر منه الألسنة الجزائرية".
أما اللغة الأخرى فهي تمثل الانتماء الديني، وترصد تاريخ الإسلام في الجزائر، فكلا اللغتين تحملان التاريخ الجزائري وتحدد أن الهوية، إلا أن الأرض الواحدة لا يحكمها ملكان، إذ تحدث الغلبة الاعتباطية للغة على أخرى، وهذا ما زاد من تعقد الأزمة اللغوية في الجزائر، فالطفل الأمازيغي يواجه تناقضا لغويا يوقعه في شرك التهجين، ويفقده القدرة على التحكم في نظامه اللغوي، كونه لا يعرف اللغة العربية الفصحى التي يبدأ بها من اول يوم يدخل فيه إلى المدرسة، فهي رغم عدم غرابتها عنه لأنها لغة المسجد والراديو والسلطة، إلا أنه يواجه مشاكل في إتقانها، وهذا المشكل يتفاقم لديه كونه يتعلم لغة اجنبية أخرى بعد فترة غير كافية لترسيخ اللغة العربية لديه، وهنا تظهر إشكالية التعدد اللغوي، دون اكتساب أي من اللغات.
لذا جاء هذا البحث ليعالج هذه الاشكالية ويضع الحلول المناسبة لهذه المشكلات.