لُغَةُ الْإِعْلامِ فِي شَبَكاتِ التَّواصُلِ الاجْتِماعِيِّ
لُغَةُ الْإِعْلامِ فِي شَبَكاتِ التَّواصُلِ الاجْتِماعِيِّ
Abstract
تُعدّ ظاهرة الاتصال والتواصل ظاهرة قديمة قِدمَ الإنسان؛ لكن الاهتمام بها اتضح أكثر في السنوات الأخيرة، حيث ظهرت الكثير من الكتب والدراسات القيّمة في مجال الاتصال والتواصل الجماهيري وفنونه، كالصحافة والإذاعة والدعاية والإعلام والعلاقات العامة وغيرها. وقد احتلّت اللغة موضعًا رئيسًا في عملية الاتصال الإعلامي، من حيث استخدام اللغة والرموز؛ على اعتبار أن الرسالة الإعلامية من أهم عناصر عملية الاتصال الإعلامي، بأبعادها المختلفة([i]).
وقد كان لوسائل الإعلام بمنصَّاتها المتنوعة: (فيسبوك، تويتر، أنستغرام، تليجرام، وغيرها) آثار سريعة وواضحة على لغة الناس وثقافتهم، فنجد من ناحية لغوية أن ما وهبته هذه الوسائل من إمكانات كبيرة؛ جعل اللغة تظهر بمستوياتها المختلفة: الفصحى، والعامية، واللغة "الفصعامّية"([ii]).
وقد بات تأثير شبكات التواصل الاجتماعي على اللغة العربية ملموسًا وواضحًا؛ إذ إن هذا التأثير –وإن كان يحمل شيئًا من الإيجابية- إلا أنه أثّر سلبًا عليها، فقد أصبحت اللغة العربية التواصلية الاجتماعية محكومة لثقافات المستخدمين وميولهم اللغوية، وأصبح من الصعب التحكم في ضبط هذه اللغة وإعادتها إلى حظيرة العربية الأصيلة؛ إلا بجهود مضنية حثيثة صادقة نابعة من الإيمان العميق بأهمية اللغة العربية، وصلتها الوثيقة بالقرآن الكريم، الذي هو مصدر عزة المسلمين وكرامتهم.
ومن هذا الفهم لتأثير وسائل الاتصال والتواصل ومنصاتها المتنوعة على اللغة العربية؛ كان هذا البحث بعنوان: لُغَةُ الْإِعْلامِ فِي شَبَكاتِ التَّواصُلِ الاجتِماعِيِّ.
([i]) اللغة الإعلامية: عبد العزيز شرف، دار الجيل، بيروت، ص79.
([ii]) هذا المصطلح من إنشاء الباحث. وهو كلمة منحوتة من الكلمتين: "الفصحى"، و"العامية".