النحو بالكتاب المدرسي المغربي أي أُنموذج لاكتساب المَلَكات اللغوية؟ نحو رؤية جديدة
النحو بالكتاب المدرسي المغربي أي أُنموذج لاكتساب المَلَكات اللغوية؟ نحو رؤية جديدة
Abstract
سؤال محير لإشكالية عميقة تقض مضاجع مدرسي اللغة العربية اليوم، وكل المهتمين باكتساب اللغات داخل الحقل المدرسي، تنضوي تحته أسئلة فرعية كثيرة: هل تُكْتَسَب اللغات بمعرفة القواعد النحوية؟ أم أ ن القواعد مانعة من اللحن والخطأ عند استعمال اللغة فحسب ؟ هل يمكن اكتساب الكفايات اللغوية عبر المطالعة والحفظ والترديد ؟ ألا تحقق العودة إلى الطرائق التقليدية _اليوم بالذات_ خلاصا من هذا المطب البيداغوجي الذي نحن فيه عبر إغراق الكتب المدرسية بمواد من علم النحو القديم ؟ ما هو النقل التدريسي السليم لمواد النحو في التعليم ا الأساس والاعدادي والثانوي؟ هل هناك معايير للنقل التعليمي السليم والناجع لمواد النحو لدى مؤلفي الكتب المدرسية ؟ ما الذي تحقق لدى التلميذ من كفايات تواصلية جرَّاء ملء الكتب المدرسية بالنحو وإغراقها فيه وبه؟ ما الذي نريد من درس النحو: أهو تكوين لسانيين محللين أم متكلمين مُبَلِّ غين؟ ما المواد النحوية الموجودة في الكتاب المدرسي؟ وهل هي بالفعل الدروس النحوية التي يحتاجها التلميذ؟ هل العاملون في مجال تدريس اللغة العربية واعون بحجم هذا الإشكال ؟ أم أنهم ينخرطون في تعليم النحو دون تحليل معرفي وتربوي لمقاصد هذا الدرس وأهدافه؟
نتساءل كذلك _ في هذا المقام _ عن حدود احتياج المتعلم لكل هذه الترسانة من القواعد النحوية في هذا السن المتقدم من عمره، ومن علاقته باستعمال اللغة العربية ؟ ألا يُعد هذا سببا إضافيا لتنفيره من درس اللغة ودرس الأدب؟ ما هو المس توى الدراسي المناسب لبدء درس النحو المفصل؟ وما هي الأبواب النحوية التي تناسب كل مستوى؟ ما هي القواعد النحوية التي يحتاج التلميذ تعلمها بالضبط والتي كشفت الممارسة عن حاجته الفعلية إليها ؟ كيف يمكن تنقية درس النحو تنقية تدريسية ومعرفية ونقدية؟ وكيف يمكن التخفيف من ثقله وكثافته، وجعله وظيفيا وجذابا في تعلم اللغة العربية؟ ما دور المدرسين، وكيف يمكن تغيير تمثلاتهم الكمية حول القواعد اللغوية الكثيرة والمعقدة إلى القواعد الكيفية الضرورية والعملية؟ كيف نقنع وزارات التعليم بالبلاد العربية بضرورة وضع معايير للنقل التدريسي لقواعد اللغة العربية من الكتب النحوية القديمة بإدراج مواد سهلة، قليلة ووظيفية في تحسين الأداءات اللغوية؟
إلى غير ذلك من الأسئلة التي تقلق مدرسي النحو، وتنفر المتعلمين من درس اللغة العربية الجميل والممتع.
لا شك أن الجواب عن هذه الأسئلة س يقدم للمهتمين بتدريس اللغة العربية تمثلات معرفية وتربوية جديدة نأمل أن تغير قناعاتهم وعاداتهم في التدريس، وأن تمتد هذه القناعات لتترك أثرها في واقع الممارسة العملية والسياسة التربوية المتحكمة فيها بالبلاد العربية بما يرقى باكتساب الكفايات التواصلية لدى المتعلمين.
تجتهد هذه المشاركة لتقديم إجابات عن هذه الأسئلة، عبر قراءة وصفية تحليلية للتجربة المغربية في تعليم اللغة العربية، والتصور الرسمي لتدريس هذه المادة في التعليم الثانوي، ومستويات تنزيل هذا التصور في الكتاب المدرسي، من حيث محتوياته، وبنيته، وكيفيات استثماره عند إنجاز الدروس، ومظاهر اتزان أو اختلال النقل التدريسي.
ذاك ما س نقدمه مفصلا في ورقة المشاركة بالتركيز على المحاور التالية:
- تقديم قراءة في التوجيهات الرسمية لتدريس مادة اللغة العربية، والكفايات المستهدفة تواصليا، ومنهجيا، وثقافيا، واستراتيجيا، وتقنيا.
- توصيف محتويات كتاب التلميذ، وتحليل مجالتها، ومستويات النقل التدريسي فيها، وعوائق التنزيل، تصوريا وعمليا.
- تقديم مقترحات واجتهادات وتصورات بديلة لتعليم ناجع للغة العربية، واكتساب الكفايات المتعلقة بها استئناسا بنظريات قديمة وحديثة في تحقق الملكات اللغوية.