المجامع اللغوية العربية الوظيفة والأداء المجمع العلمي العراقي أنموذجاً
المجامع اللغوية العربية الوظيفة والأداء المجمع العلمي العراقي أنموذجاً
Abstract
نبحث في تاريخ المجامع اللغوية العربية أهدافها عند التأسيس وحقيقة أدائها وانجازاتها عبر القرن الماضي حتى الان بنظرة سريعة موجزة مع التركيز على وظيفة المجمع العلمي العراقي من خلال قانون تأسيسه وتسميته ثم آراءه من خلال المراحل التي مرّ بها وأثر البيئة العامة ومنها البيئة السياسية والثقافية في هذا الأداء وصولا إلى هذه المرحلة التي شهدت فتورا في عمل المجمع العلمي للوصول إلى بعض النتائج التي من شأنها في ظننا أن تفعل عمل المجمع وتعيد إليه بريقه بل وظيفته الحقيقية في حفظ اللغة وترقيتها وجعلها وافية بمتطلبات العلم والحضارة ومن خلال ذلك حفظ جانب مهم من جوانب هوية الأمة يتمثل في لغتها الأصيلة لغة القرآن والتراث هذه اللغة الكبيرة والعظيمة التي حفظت لنا تراثا هائلا من المخطوطات ومن المرويات الشفاهية التي قاومت كل محاولات التحريف والتمييع المقصودة وغير المقصودة عبر موجات الاحتلال والهجرات والمشكلات الكبرى عبر التاريخ حتى وصلت إلى ما هي عليه الآن من واقع فيه بعض عوامل القوة وفيه بعض المشكلات وعوامل الرخاوة والضعف ، نأمل من خلال هذه الجولة في جهود المجامع اللغوية عامة والمجمع العلمي العراقي بشكل خاص أن نقف على حقيقة الأمر لكي نبني على تلك الإيجابيات وننهض من جديد نهضة تحافظ على ما تبقى من ذلك التراث وتنبي عليه وصولا إلى التعاون من أجل نهضة حضارية حقيقية تكون اللغة وعاء لها ووسيلة فاعلة من وسائل إنجاحها ، ومن الاستشهادات التي يمكن الاستشهاد بها قول تلميذ الإمام علي )عليه السلام( أبو الأسود الدؤلي عندما عرض عليه الإمام مسألة إطلاق أسس أو أصول لإصلاح اللغة ، قال" إذن تحيينا وتحيي كتاب الله فينا " فاللغة حياة أمة اللغة حياة دين فهي تحفظ كتاب الله وهو يحفظها.
كما يمكن أنستشهد أيضا ببعض المحاولات الممنهجة في تغيير اللغة العربية إلى لغة أخرى كما حصل في مصر في ثلاثينيات القرن الماضي عندما دعا جماعة من الكتاب والمثقفين ومنهم طه حسين إلى الكتابة باللغة الإنكليزية أو اللاتينية ، وكذلك كان للكرملي العراقي دعوة إلى الكتابة باللغة السريانية وفشلت تلك المحاولتان بفضل جهود المخلصين من أبناء الأمة كالعقاد ، وكذلك استمرت المحاولات بتشجيع العاميات أو المحكيات والكتابة الأدبية بها ومحاولة جعلها لغات للكتابة، وهي محاولات خطيرة نحمد الله أنها اضمحلت ولم يكتب لها النجاح الذي كان يمكن ان يفرق أوصال هذه اللغة أكثر مما هي عليه الآن، نعم نجحت ببريق لغة العلم والتواصل مع العالم المتحضر بأن تتحول الصومال ببريق لغة العلم والتواصل مع العالم المتحضر بأن تتحول الصومال إلى الكتابة بالخط اللاتيني عام 1998 وهذا يشير إلى لأن الخطر مازال قائما وماثلا وهي موجات تتجدد بين حين وآخر إذا وجدت لها أرضية ودعاة لها يجترون ما يضعون أولئك الذين لا يرضون لنا إلا أن نتبع ملتهم لذلك ينبغي على المخلصين لهذه الأمة أن يشمروا عن ساعد الجد ويحافظوا على مرتكزات هذه اللغة ولا سيما في ميادين استعمالها الواسع في ميادين العليم والثقافة وصولا إلى تعزيز اللغة الاجتماعية في وسائل التواصل الاجتماعي وحتى في الأسواق والمجالات الأخرى التي تستعمل فيها اللغة لكي تكون بعض هذه الأروقة دائم وداعم لبعضها الآخر بما يشكل حواجز أمام تلك المحاولات التي تلعب على وتر ضعف اللغة العربية أو إدعاء كونها لغة أدبية لا تفي بمتطلبات العصر العلمية والحضارية وذلك من خلال متابعة كل ما يرد من مسميات ومصطلحات وأفكار جديدة ووضع دوال لفظية مناسبة لها من خلال وسائل الوضع والاصطلاح المعروفة التي تتميز اللغة العربية بها كالاشتقاق والمجاز ونحو ذلك مما هو معروف وآخرها الاقتراض أو التعريب إن هذه المهمة تمثل اليوم أولوية في ضمير وأجندة المثقف العربي ولا سيما رجال اللغة الذين ينبغي أن نضعهم اليوم في المقدمة ليكونوا حصنا لهذه اللغة ومن خلالها حصنا للهوية العربية الإسلامية التي تعاني المزيد في عصر العولمة هذا . ويمكن الإشارة إلى تجارب أمم أخرى مثل فرنسا وروسيا والصين واليابان التي مازالت محافظة على نظم تعليمها ولغتها الأم وتعالج مشكلات التواصل الثقافي والحضاري ومواجهتها بما يحفظ لتلك الأمم هويتها الخاصة .
ونحن أولى بذلك فلغتنا هي لغة القرآن الذي فيه تبيان كل شيء والعربية وسعت كتاب الله فهي قادرة على أن تواصل المسير بشرط إيمان أهلها بها ومواصلة جهودهم في المحافظة عليها وترقيتها بما يناسب متطلبات العلم والحضارة وتقنيات العصر الحديثة.