توجهات الحزب الشيوعي العراقي من القضية الفلسطينية حتى عام 1948
توجهات الحزب الشيوعي العراقي من القضية الفلسطينية حتى عام 1948
Abstract
تعد القضية الفلسطينية من بين القضايا التي القت بظلالها على الوضع العربي من جهة والدولي من جهة اخرى، وفي ظل ذلك الوضع كان للأحزاب السياسية العراقية ذات الطابع المحلي والأممي كالحزب الشيوعي العراقي الذي كانت له رؤى متباينة في تعامله مع تلك القضية التي كرس الكثير من وثائقه وبياناته وبرامجه لوضع حلول وفق تعليماته الاممية وفق قاعدة حق الامم في تقرير مصيرها.
ومن يطرح موقف الحزب من القضية الفلسطينية يجب ان ينظر الى الاحداث الدولية التي رافقت القضية الفلسطينية عبر تاريخها
هناك حقيقة يجب التوقف عندها، فقد كان الحزب الشيوعي العراقي ينظرون الى قضية فلسطين نظرة خاصة بهم ميزتهم عن باقي الاحزاب والقوى السياسية، إذ كانوا يفصلون بين الصهيونية واليهودية، فعدوا الصهيونية أساس البلاء، في حين ان اليهود فئة مضطهدة من قبل الاستعمار والصهيونية.
ان هذه الرؤية التي بقى الحزب الشيوعي العراقي ملازم لها منذ نشأته في عام 1934 وحتى منتصف الاربعينيات وهي فترة اقرار التقسيم، قد مر الحزب الشيوعي العراقي بمدة اضطراب تنظيمي بعد اعتقال يوسف سلمان يوسف سكرتير الحزب الشيوعي العراقي وأعضاء المكتب السياسي(حسين الشبيبي-وزكي بسيم)ادخل الحزب الشيوعي في صراع قيادي للحزب وتولي قيادة الحزب من كوادر لم تكن مهيأة للعمل التنظيمي بشكل جيد.
في الوقت ذاته، كانت هناك ملاحقات مستمرة لتنظيمات الحزب الشيوعي من قبل دائرة التحقيقات الجنائية التي سخرت منتسبيها لكشف اوكار ومقرات الحزب السرية وهو ما خلق حالة من الارباك في توجهات الحزب، وسلسلة الانهيارات المستمرة للجان الحزبية التي بدأت تنهار الواحدة بعد الاخرى والتي وصل عددها الى اكثر من ستة لجان حزبية بين مدة اعتقال فهد وإعدامه في بداية 1949.
ان تسليط الضوء على موقف الحزب الشيوعي العراقي من قرار تقسيم فلسطين وفق التأييد السوفيتي للقرار كان له مردودات سلبية على وضع الحزب داخلياً لاسيما مع مدة صعود اليهود العراقيين لمراكز قيادية في الحزب الشيوعي العراقي.