سكان جبال شمال العراق وإنتشارهم المكاني الأكراد إنموذجاً دراسة جغرافية- إثنولوجية- إثنوغرافية
سكان جبال شمال العراق وإنتشارهم المكاني الأكراد إنموذجاً دراسة جغرافية- إثنولوجية- إثنوغرافية
الملخص
إتصف سكان العراق بتعدد سلالات أُصوله البشرية وأنه يعد متحفاً إنثروبولوجياً وإثنولوجياً وإثنوغرافيا لتلك الجماعات ، وبخاصةً في شماله الجبلي الذي كان يعد معبراً لها. وقد ركزت هذه الدراسة على الأكراد كإنموذج له.
أما إشكالية الدراسة فقد تمثلت بعدة تساؤلات: ماهي خصائص المجتمع الكردي؟ وما هو أصل الأكراد؟ ومن أين جاؤا وإلى أين إتجهوا ؟ وهل أنهم متجانسين جينياً؟ وما هي مناطق توزعهم في شمال العراق الجبلي ؟ وطبقت الدراسة منهج الوصف الجغرافي والتحليل المكاني..
وحول أُصول الأكراد تختلف الآراء ، وتؤكد نظرية (مينورسكي) على أنهم أحفاد الميديين. ويقترب رأيه بما يراه (باسيلي نيكيتين) بقوله أن الأكراد ليسوا من السكان الأصليين لديارهم الحالية وهم من أُصولٍ هندو أوربية مهاجرة. وهو يتفق مع نتائج ما توصل إليها العالمان (مينورسكي و مارا)، حول أصولهم الميدية. وأن لغتهم تنتمي إلى مجموعة اللغات الإيرانية الشمالية الغربية. وبعد وصولهم إلى هذه المنطقة سكنوا الجبال الواقعة بين بحر قزوين في إيران وبحيرة( وان) في جنوب شرق تركيا. وفي مرحلة لاحقة إتجهوا إلى جبال شمال شرق العراق وحلّوا محل السكان الأصليين من العشائر السامية العربية الضعيفة التي دفعوها إلى المناطق البعيدة، على ما يراه العالم (ليرخ).
وأظهرت أحدث الدراسات الجينية DNA (نوفمبر 2017) وجود 15 سلالة لدى أكراد شمال العراق، مما يعني أنهم مجتمعات لغوية أكثر من كونها مجتمعات عرقية. وهم من الناحية الجينية اكثر قرباً للعرب من قربهم لجينات بقية الشعوب الهندو أوربية المنتسبين إليها تاريخياً. ويعد عرب شمال العراق من سكانه الاصليين والمكون الأكبر والأكثر إنتشاراً جغرافياً منذ القرن الثالث الميلادي. ويعزز ذلك إنتشار حضارة العبيد الجزرية (السامية) التي تعود الى أكثر من 6000 عام في شمال العراق. وعموماً يتصف المجتمع الكردي بالبساطة والإنعزال وعدم التأثير على من يحيط بهم وليست لهم حروف يكتب بها لكنهم تعلموا الحروف العربية التي جاء بها الاسلام وكتبوا لغتهم فيها.