إشكالية التقليد الاعمى في الواقع المعاصر وعلاجها في القرآن الكريم
إشكالية التقليد الاعمى في الواقع المعاصر وعلاجها في القرآن الكريم
الملخص
الحمد لله الذ ي تفضل على عباده بما منحهم من فضل البيان الذي ذلّل به الالسن وسّهل به المستصعب ، فيهٍ اياه يوحدون واياه به يسبحون ويقدسون وإلى حاجتهم به يتوصلون ، والصلاة والسلام على رسول الله واله وصحبه الطيبين الطاهرين.... ، أما بعد: البحث يمثل دراسة موضوعية لعلاج قرآني لمشكلة واقعية ألا وهي مشكلة التقليد الاعمى التي يعاني منها العالم قديما وحديثا، وذلك من خلال وضع العلاج الأمثل لحل هذه المشكلة في ضوء القرآن الكريم بداية بوضع الوسائل الوقائية، إذ أن كثير من الأنظمة الاجتماعية والممارسات السلوكية في المجتمعات المعاصرة تحمل بصمات التقليد الاعمى بآثارها السيئة التي تنتهي بتقدّس أفكار السلف والانغلاق الثقافي والجمود الفكري من دون إخضاعها لاختبار العقل. ، وهي من باب أولى تنطبق بالعادات الشبيهة بالأساليب التي سادت في المجتمعات الوثنية (عبدة الأصنام) في عصر الانبياء. والمشكلة التي وقع فيها العالم الاسلامي من جراء إنبهارهم وإنقيادهم (الاعمى) لحضارة الغرب ومن جراء تقصيرهم في الأخذ بالنافع من الانتاج العلمي العالمي. وما دام للتقليد هذا الوجه البشع، وما دامت له هذه التبعيات الخطيرة والآثار المؤلمة فلا بد لنا أسوة في الأنبياء والمرسلين الذين استخلصوا أقوامهم من براثن الانحطاط وعلموهم ترك التقليد الذي شبّوا عليه والعمل بشرائع وقيم الاسلام . وقد خلصت الدراسة إلى أن القرآن الكريم أَوْلى مسألة التقليد والتبعية عناية كبيرة، لما لها من آثار جسيمة في الدنيا والآخرة. كذلك إلى أن أخطر الأمراض التي تتهدد المجتمعات هو الجهل، فبسببه تضعف الشخصية فتقلد الآخرين وتسير في ركبهم.