حجاجية الخطاب السياسي عند الماوردي في كتابه الاحكام السلطانية
حجاجية الخطاب السياسي عند الماوردي في كتابه الاحكام السلطانية
الملخص
الحمد لله رب العالمين، وبه نستعين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين.
ماتزال ممارسة القراءة للتراث ماثلة في ادبيات الكتابة عند الدارسين، ففيه من القابلية على الاشتغال بمقاربات متعددة تتيح استنطاقه والتعاطي معه في افق جديد من التناول والتشريح. ولعل مدونة "كتب الاحكام او الآداب السلطانية" لها مساحة من الحضور في الحقلين التاريخي والسياسي أكثر من غيرهما لارتباطهما بمناخ تفرضه طبيعة المتن فيهما ، فيغدو العمل عليها بمجهر قرائي فاحص لطبيعة تشكيل أنظمتها ومقتربات خطابها امرا ملحا دافعا لاكتشاف انساق البنى والدلالات وسمات الإبلاغ والاقناع في المتجلي منها إنجازا قوليا. ولايخفى ان التساند في حقل التطبيق من خلال اجرائيات القراءة الحجاجية على المدونة "الاحكام السلطانية" والخطاب السياسي الذي تنتجه تلك المصنفات يسمح بمصاهرة قادرة على مقاربة الموضوع بمؤشر يرسم عنوانا للبحث بــ (حجاجية الخطاب السياسي عند الماوردي.. الاحكام السلطانية انموذجا) لما في ذلك من مماثلة تشي بها قولات الدارسين وافرازات الواقع في حقيقة اكتناز الخطاب السياسي بحمولات حجاجية لا تتوفر في نص اخر كما تتوفر فيه. اما لماذا الماوردي؟ فلانه تجلى في اغلب مصنفاته مشرعا للسلطة فامتاز خطابه بالتكثيف من خلال الجمع بين الخطابين الفقهي والسياسي،