قراءة خطابية نموذجية لكتاب جويس "صورة الفنان في شبابة: من الداخل الى الخارج"

الملخص

تهدف الدراسة الى تقديم قراءةً نموذجيةً خطابيةً لرواية جيمس جويس الشهيرة "صورة الفنان في شبابه" من منظور مقاربة علم النفس التحليلي لكارل يونغ وتحليل نورثروب فراي للأساطير، وكيف وظف جويس الأساطير والنماذج الأصلية للتعبير عن آرائه النقدية ومواضيعه الفلسفية المتعلقة بفكرة التحرر الفكري والفني. وبالاستناد إلى العلاقة الرمزية المتشابكة بين أسطورة ديدالوس، وشخصية ستيفن ديدالوس، الصوت الذاتي لجويس، والشخصيات الأيقونية المعاصرة للقضية الفلسطينية، تفتح الدراسة نافذة نقديةً جديدةً من خلال دمج النموذج الأصلي العالمي (الصورة الكامنة في اللاشعورالانساني) مع التجربة الخاصة (كإدراك تاريخي خارجه). تستدعي الرموز والزخارف النموذجية التي تُشكّل التصميم الموضوعي للرواية رؤيةً شاملةً للنمط المتوازي جماعيًا للإدراك العالمي للبطل الفلسطيني كـ"صانع" للحرية الإنسانية. فكما تجسدت "الأنيما" في الرواية في صورة الفتاة الطائر حافزًا للتحول والتوافق بين عالم ستيفن اللاواعي وواقعه الواعي كفنان، مُستنيرًا بشخصية دايدالوس النموذجية الخالدة، "الصانع القديم"، اصبحت غزة تجسد الأنيما في الواقع الموازي حافزا لنقل المشاهد والقارئ اليوم الى عالم الوعي واستيعاب الحدث وتجبره على الانعتاق من السردية الإسرائيلية والاعتراف بالواقع الفلسطيني كحقية تاريخية لذات وهوية المكان. وهذا هو نفس الخطاب الذي سعى اليه ستيفن في الرواية حيث قاده عالمه اللاواعي نحو الاحتجاج عن الواقع المفروض تمرده الواعي على البنية والقوانين الاستبدادية المفروضة، وفي النهاية بلوغه الاعتراف بذاته وهويته كاستحقاق نظالي