صيغ أسباب النزول بين التصريح والاحتمال
صيغ أسباب النزول بين التصريح والاحتمال
الملخص
في علم أسباب النزول، فقد استحدثت صيغتان جديدتان دخلتا على معجم مصطلحات هذا العلم، وهما (التصريح والاحتمال) في أسباب النزول. وهاتان الصيغتان قد حصل فيهما إشكال وتعارض من حيث وصفهما وتعريفهما، وكذلك من حيث معارضتهما لروايات صحيحة يمكن أن يقوم عليها سبب نزول آية ما، ومن حيث مخالفة المعاصرين من أصحاب هذا الفنّ لمن سبقهم من حيث قبول الرواية أو اعتبارها سببًا للنزول، وهذا الأمر يضعنا في إشكال أمام قبول بعض الروايات الصحيحة التي وردت في كتب الصحاح، كصحيح البخاري وصحيح مسلم وغيرهما، وكذلك أوردها علماء هذا الفنّ في كتبهم كالواحدي النيسابوري([i]) وغيرهم ذكرتهم في البحث، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإنّ هاتين الصيغتين لم تستوعبا ذكرَ جميع الصيغ الخارجة عن حدّهما من حيث التعريف أو الوصف، وهذا ما يوقعنا في إشكال آخر، يستوجب الوقوف أمامه وعدم البتّ في صحّة أسباب نزول كثير من الآيات التي اعتمدها علماء هذا الفنّ الأقدمون، ووردت فيها روايات صحيحة معتمدة. ولذلك فقد وجب بيان هذا الأمر، وبيان الإشكال في هذه الصيغ كتصنيف معتمد يُدرَّس في المعاهد والجامعات وحِلَقِ العلم وغيرها، وإنّما كان القصد في ذلك كلّه الوصول إلى الحقّ الذي لا حِوَلَ عنه، لا سيّما في علوم القرآن الكريم الذي ﭽ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﭼ ([ii]).
([i]) الواحدي: هو أبو الحسن علي بن أحمد بن محمّد بن علي الواحدي، من نيسابور، لغويٌّ وأخباريٌّ ومفسِّرٌ وفقيه وشاعر، ومن تصانيفه: أسباب نزول القرآن والبسيط في التفسير، المغازي، شرح ديوان المتنبي، =الإغراب في الإعراب، ونفي التحريف عن القرآن الشريف، تتلمذ على يد الثعلبيّ صاحب الكشف والبيان. توفّي سنة 468 هـ/ 1076م. يُنظَر: معجم المؤلّفين، عمر رضا كحالة، 7، 26.