الفكر الجغرافي بين العلوم الطبيعية والانسانية: نحو تكامل معرفي جديد

الملخص

المستخلص

يشكل الفكر الجغرافي مجالًا معرفيًا متميزًا، بمكانيته على الربط بين أبعاد الطبيعة والإنسان والمكان، إلا أنّ التحولات العلمية منذ القرن التاسع عشر قادت إلى انقسام واضح بين الجغرافيا الطبيعية التي ركزت على الظواهر المادية، والجغرافيا البشرية التي انشغلت بالمجتمع والثقافة، وقد انعكس هذا الانقسام سلبًا على الهوية الفكرية للجغرافيا، وأضعف من قدرتها على تفسير الظواهر المكانية ، يهدف هذا البحث إلى تحليل العلاقة بين (العلوم الطبيعية والإنسانية ) في إطار الفكر الجغرافي، من خلال تتبع جذوره التاريخية، والكشف عن آثار الفصل بين فرعيه الرئيسين، ثم مناقشة أبرز المحاولات الفكرية التي سعت إلى إعادة التكامل، مع تقديم رؤية معاصرة تقوم على توظيف أدوات وتقنيات حديثة مثل (نظم المعلومات الجغرافية، الدراسات البيئية، والاستدامة)، وتخلص الدراسة إلى أن الفكر الجغرافي مؤهل لأن يكون إطارًا معرفيًا تكامليًا ، يربط بين الحقول العلمية المختلفة، ويعزز من قدرة الجغرافيا على الإسهام في معالجة التحديات البيئية والتنموية المعاصرة.