المكان المغلق والمفتوح في رواية قربان آل يونس لأحمد خيري

المؤلفون

  • محمد نبي الاحمدي أستاذ مشارك بجامعة الرازي بكرمانشاه في إيران,
  • بارق حامد طالب مرحلة الماجستير في قسم اللغة العربية بجامعة الرَّازي بكرمانشاه في إيران

DOI:

https://doi.org/10.58564/ma.v15i40.1860

الكلمات المفتاحية:

الأدب، الرواية، المكان، قربان آل يونس، أحمد خيري.

الملخص

لا يُبنَى العملُ الأدبيُّ إلا على دعاماتٍ أساسيةٍ تُضفي عليه الروحَ والعمقَ، وتجعلُه مرآةً تعكسُ عوالمَ الإنسانِ الداخليةَ والخارجيةَ. ومن بين هذه الدعاماتِ يبرزُ المكانُ كعُنصرٍ حيويٍّ لا يُمكنُ تصوُّرُ أيِّ عملٍ أدبيٍّ مكتملٍ دونَه، هو شريكٌ فاعلٌ في صياغةِ الحكايةِ، وتشكيلِ هويةِ الشخصياتِ، وحتّى في بثِّ الرُّوحِ في الأفكارِ والرموزِ. فالمكانُ في الأدبِ يشبهُ الوعاءَ الذي يحتضنُ كلَّ مكوناتِ النصِّ، ويُؤثِّرُ في سيرورتها، كالزمنِ والصراعِ واللغةِ، ليُقدِّمَ للقارئ عالَماً متماسكاً يَسهُلُ عليه الغوصُ فيه، وتأمُّلُ تفاصيلِه. 

      لذا، لا يقتصرُ دورُ المكانِ في رواية "قربان آل يونس"على كَونِه إطاراً جمالياً فحسب، بل يتعدَّاهُ ليُصبحَ لساناً يعبِّرُ عن الهُويةِ، والذاكرةِ، والثقافةِ، أو حتّى أداةً لنقدِ الواقعِ واختزالِ تعقيداتِه. وهنا يظهرُ براعةُ الكاتبِ في تحويلِ الفضاءِ الجغرافيِّ إلى فضاءٍ دلاليٍّ يَحملُ طبقاتٍ من المعنى، تُثري تجربةَ القارئِ، وتجعلهُ شَاهداً على حوارٍ خفيٍّ بين الإنسانِ والبيئةِ. فإذا كان الأدبُ هو ابنَ الواقعِ والخيالِ معاً، فإنَّ المكانَ هو الجسرُ الذي يربطُ بينهما، ويُؤكِّدُ أنَّ الإبداعَ لا ينفصلُ عن الأرضِ التي تُنبِتُه، ولا عن الفضاءِ الذي يُنْشِئُه. 

      هذا المقالُ يُحاولُ تسليطَ الضوءِ على الأهميةِ الجوهريةِ للمكانِ في البنيةِ الأدبيةِ، وكيفيةِ توظيفِه لخدمةِ الرؤيةِ الفنيةِ للمكون السردي.

      تُسلط رواية قربان آل يونس الضوء على صراع الهوية والانتماء من خلال شخصية "صهيب"، المهندس الأمريكي من أصل عراقي، الذي يجد نفسه ممزقًا بين جذوره الشرقية وواقعه الغربي. حيث تقدم الرواية رؤية نقدية للتاريخ باعتباره قوة حيّة تُشكل الحاضر وتدفع نحو إعادة بناء الإنسان والمكان.

      في هذه الدراسة، اعتمدنا على المنهج الوصفي التحليلي الذي يساعد في فهم السياق الذي يظهر فيه المكان، بما في ذلك العوامل الاجتماعية والثقافية التي تؤثر على النص.

التنزيلات

منشور

2025-08-28