الشخصية المُسْتَلَبة وأثرها في البناء السردي لرواية (وليمة لأًعشاب البحر-نشيد الموت )
الشخصية المُسْتَلَبة وأثرها في البناء السردي لرواية (وليمة لأًعشاب البحر-نشيد الموت )
الملخص
أنَّ الاستلاب صنيعة الخيبة والعجز، وهو رديف الإحساس بالضياع واللاجدوى الذي يحكم قبضته من نفس الإنسان، فيحيله إلى حال التسليم المَرَضِي، والرضا بالعيش في هامش الحياة وبهذا يمكن القول بأنَّه حال نفسية تفضي بأنماطها المختلفة إلى تشكيل سلوكيات بشرية متنوعة؛ تبعا للحال الفكرية والاجتماعية والدينية التي ينتمي إليها الفرد .
ولعل اختياري لدراسة الشخصية المُسْتَلَبة في رواية (وليمة لأعشاب البحر) للروائي حيدر حيدر مسوغان: أحدهما خارجي يعود للحال النفسية التي رسمت ملامح شخصية الإنسان العراقي خاصة - بفعل واقع الحروب المتكررة التي فرضت عليه – وشخصية الإنسان العربي عامة - بفعل واقع الأنظمة السياسية التي تحكمه -لاسيما بعد التغيير الذي طرأ عليها مؤخرا.
والآخر داخلي متعلق بالرواية نفسها، إذ إنَّها تشكل ظاهرة الإحساس بالاستلاب عبر شخصياتها المختلفة، وبأنماط متنوعة ؛ منها ما هو ظاهري بادي الوضوح للقارئ العام، ومنها ما هو خفي يلمح في اثناء السطور، لا يستطيع تمييزه إلا القارئ الناقد.
وهكذا تضافر هذان المسوغان في نفسي مما دفعني إلى خوض مغامرة البحث عن أنماط الشخصية المُسْتَلَبة، والغوص في مكنوناتها الآيديلوجية والنفسية، فضلا عن رسم خريطة عامة لأثرها في البناء السردي، بوصفها ظاهرة فكرية جُسدت بأبعاد فنية مميزة .