معطيات السلوك الإنساني في نظر جومسكي اللساني (مقاربة لاستيفاء التفسير)

الملخص

لم يغفل البحث عن وجود عشرات من الدراسات حول لسانيات جومسكي عبر عقد من الزمن؛ لذا انصرف عن تكرار المعلومات، واتخذ جانباً آخر مقتصراً على السلوك البشري في النظرية التوليدية، فقامت فكرة البحث على التعريف بالقيمة الإنسانية في الأنظار التي صدرت عن جومسكي، ومحاولة تفسير جوانب من حديث المتكلم بالحدس والملكة والأداء والاكتساب، وما يدور فيها من آراء توافق النظرية وتخالفها.

            وقد لفت الباحث إلى أن لسانيات جومسكي قد عولت على سلوك المتحدث في رصد الأحكام التي يصدرها ويتبناها اتجاه الأنماط الكلامية التي ينجزها أو يتلقاها وتقعيد المسائل في ظل هذا السبيل، فضلاً عن أن أنظار جومسكي لم تعرف الاستقرار على أنموذج معرفي واحد، وباتت معارضة أفكاره ليست مستغربة من أنصاره ومنكري لسانياته.

وآثر البحث الوقوف على محاور تبيّن موقع السلوك الإنساني في النظرية التي آمنت بأن طبيعة النفس عبارة عن علوم أولية، ومبادئ توجد مطبوعة ومنسوجة في الخلايا الدماغية، وليس لها نصيب بالتعلم فهي ذاتية، فكل ما في العالم الخارجي من خصائص وقوانين متعلق بها، ويعد من الأنماط العقلانية، ولا يستقيم فهم ذلك السلوك إلا بعد مستهلٍّ، فيه تتبعت التأصيل لها وما جرى من اتجاهات تجديدية؛ للوقوف على المعلومات الكافية للمنهجية، وتناول بعدها مقولة الحدس التي تعد سلوكاً إنسانياً ووجهة في اللسانيات التطبيقية، وانتهى إلى موضوع الاكتساب اللغوي المبين لآلية حصول المعرفة اللغوية.