المعايير النقدية عند ابن طباطبا العلوي وحازم القرطاجني (قراءة فاحصة)

الملخص

يؤمن هذا المسعى بضرورة تتبع مسار الدرس النقدي عبر العصور؛ لرصد القيمة المتحصلة من جهود المصنفين، والانتفاع منها في تلقي الأعمال الأدبية، واستثمار أبعادها في المحاولات النقدية.

وقد تحرى البحث لهذه الغاية صورة من صور المعايير النقدية ممثلةً بجهد ابن طباطبا وأبي حازم القرطاجني؛ بآية أثرهما الظاهر في الدراسات النقدية الشرقية والغربية، وعلو أنظارهما في الحكم على النصوص الأدبية. ومن ثم ّتأتي الاستفاضة مما كتبوه ووصل الينا، بالشرح والتبيين، وتسليط الأضواء على نظرتهما فهي الدقيقة في جعل الأديب والشاعر رهيف الحس، ومستجلب الشعور. وانتظم عقد هذا المسعى من ثنائيات محددة أعقبها ضروباً في النقد الأدبي، فجاء ثنائية المحاكاة والتخييل التي تعد شرطاً في تحريك النفس إلى الإبداع، ويلحق بها ثنائية الصدق والكذب الواقعة في كنه عمل الأديب، والولوج بعدها في قضية اللفظ والمعنى المستقرة في الأجناس الأدبية.

وفي شطر الضروب الأخرى فتوزعت على مسألة تحقق الإبداع في عمل الشاعر والأديب، وتناول الأسلوب مشفوعاً بأمثلة لعها تذكار نافع موصول، من غير الأغفال عن أننا نحاكي أعمالاً بشرية جبلت على الخطأ والنسيان فرصد البحث فيها عدداً من الهفوات التي لا تقلل من قيمة هؤلاء الأعلام.