الضَّميرُالمرفوعُ المـُفسَّرُ بِما بعدَهُ (دراسةٌ في الأنماطِ النّحويّةِ)
الضَّميرُالمرفوعُ المـُفسَّرُ بِما بعدَهُ (دراسةٌ في الأنماطِ النّحويّةِ)
الملخص
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصّلاةُ والسّلامُ على خيرِ خلقِهِ أجمعين محمدٍ رسولِ ربّ العالمين، وآلِهِ الطّيبينَ الطّاهرينَ، وأصحابِهِ الغرِّ الميامين حملةِ القرآنِ والدّينِ، ومن تبعَهم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ، أما بعدُ:
فإنّ هذه الدراسةَ تعالجُ أشكالاً تركيبيةً وأنماطاً نحويةً عرفتها العربُ فدرجتْ عليها واستعملتها في كلامِها قصداً لمعانٍ مرادةٍ ومقاصدَ مخصوصةٍ، إذ أنّ التراكيبَ تولدُ المعاني، والمعاني ترتبطُ بها ارتباطاً وثيقاً من خلالِ علاقةٍ عكسيةٍ تكافليةٍ يؤثر أحدُهما في الآخر، وهذه الأنماطُ ترتكزُ على تقديمِ ضميرِ الغائبِ في الكلامِ وتأخيرِ ما يفسِّره ويعودُ عليه لفظاً ورتبةً، فبالرغم من أنّ ضميرَ الغائبِ معرفةٌ إلا أنّه يمتاز عن غيرِه من الضمائرِ - أي ضمير المتكلم والمخاطب - بالإيغالِ في الإبهامِ، فتقديمُه في الكلام يؤدي إلى إشكاليةِ عدمِ الفهمِ عند السّامعِ، فكان لزاماً أنْ يؤتى بما يزيلُ عنه إبهامُه، ولا يكون ذلك إلا بظاهرٍ مستقلٍّ متأخرٍ عنه يوضحُه ويبينُ معناه .