المراكز العلمية في مدينة سوسة من الفتح العربي الإسلامي حتَّى نهاية دولة الأغالبة 296هـ/908م

المؤلفون

  • الأستاذ الدكتور حسين داخل البهادلي الجامعة العراقية / كلية الآداب
  • الباحث أحمد فيصل غزاي وزارة التربية

DOI:

https://doi.org/10.58564/ma.v13i32.1094

الكلمات المفتاحية:

الكلمات المفتاحية: الأغلب، المراكز، العلوم، الافتتاح، شمال أفريقيا، سوسة

الملخص

       شكلت المراكز العلمية التي اقامها الفاتحون المسلمون من العرب وغيرهم في مدن الساحل الأفريقي الشمالي انعطافة نوعية في التاريخ العربي الإسلامي؛ لما أحدثته من نشاط فكري وعلمي وثقافي في بيئة غير مستقرة من الناحيتين السياسية والعسكرية، فقد أفلح الفاتحون العرب والمسلمون ومن جاء من بعدهم من الأمراء والحكام الذين أسسوا دول وامارات في نشر الدين الإسلامي، واللغة العربية في ظل نسيج ديموغرافي متنوع، وجعلوا سكان مدن هذا الساحل يتوجهون بإرادتهم للدخول في الدين الإسلامي وتعلُّم العربية، وكان لإسهام بعض الصحابة والتابعين الذين رافقوا الجيوش العربية الإسلامية التي توجهت لفتح مدن هذا الساحل الأثر الاكبر في بث الوعي العقائدي والفكري في بيئة وثنية تموج بالجهل والخرافات، وكانت مدينة سوسة المثال الأكثر مقاربة للتوجه العقائدي والفكري للعرب المسلمين في مدن الساحل الأفريقي الشمالي منذ انطلاق عمليات الفتح لأفريقية، فهذه المدينة الفينيقية الموغلة بالقدم قد شكلت أهمية من الناحية الجيو-سياسية لموقعها الجغرافي المهم؛ كونها قاعدة بحرية ومركز تجاري يتحكم في تجارة السواحل الشمالية الأفريقية، وكانت من المدن الأولى في الساحل الأفريقي الشمالي التي توجهت إليها أنظار الفاتحين العرب والمسلمين منذ العقد الثالث من القرن الأول الهجري/ السابع الميلادي ولحين استكمال فتحها في اواسط العقد التاسع من القرن نفسه، وبعد دخولها في الدولة العربية الإسلامية توجه إليها المسلمون للسكن فيها، وتمكنوا من اضفاء الصبغة الإسلامية عليها، فأقاموا المساجد الجامعة والاربطة وغيرها من مراكز العلم والثقافة، وصارت فيما بعد ثغرا ورباطاً توجه اليه فقهاء ومشايخ وعلماء الأمة من مشرق الدولة العربية الإسلامية ومغربها لغرض الجهاد والمرابطة، وقد خلق تواجد هؤلاء نشاطا ونهضة علمية أثرت في سكان هذه المدينة، فتعلموا على ايديهم مبادئ الدين الإسلامي، وقد انعكس ذلك في كثرة مراكزها العلمية ومنتدياتها الثقافية، وقد تحرت الدراسة عن هذه المراكز العلمية منذ تأسيسها ومراحل تطورها وما انمازت به من عمارة إسلامية ولاسيما المساجد التي اشتهرت بمأذنها وقبابها، وكان لبنو الاغلب الأثر الأكبر في ازدهار تلك المراكز.

التنزيلات

منشور

2023-08-30