دراسة في الكتب المفقودة من خلال كتاب تحفة العروس ومتعة النفوس لأبي عبد الله التجاني (ت721هـ/1321م)

الملخص

            حُفظ تراث الأمة الإسلامية وحضارتها بالإرث الذي تركهُ لنا مؤرخي ومبدعي هذه الأمة أطيافها، وديانتها كافة، فكان هذا الإرث متمثلاً بما تركزه لنا من المؤلفات القيمة التي كشفت لنا جوانب من الحضارة العربية الإسلامية، وقادتها، وعلمائها، وخلفائها، وتنوعت هذه المؤلفات بتنوع كتُابها الذين أبحروا في مجالاتٍ العلوم، والفنون، والآداب والجغرافية، وفيهم من كتب في أكثر من جانب فكان موسوعياً في نتاجاته وقراءاته، وآرائه التي كشفت لنا جوانب مخفية وظاهرة لهذه الحضارة بصورة عامة، ولكن العديد من هذه المؤلفات والكتب لم ترَ النور، بل فقدت لأسباب تكون بعضها مجهولة وبعضها محروقة مثل حرق الكتب، وإتلافها بتوالي الخلافات، والحكم الذي انعكس سلباً على  هذه الكتب خاصة في مراحل معينة، وكذلك اتلاف، ومنع بعض الكتب التي كانت نوع كتاباتها مرفوضة في فترة من الفترات خاصة الفلسفة، والتصوف، وغيرها، والبعض الآخر فُقد لوجود نسخة واحدة للمؤلف أو تلف وضياع هذه النسخة التي انتهت بموت، أو نهاية حياة هذا الكتاب، فقد كتب لنا مبدعي هذه الأمة في مجالات عدة، ومنها جانب العلاقات الزوجية، وأحكامها، ومحرماتها، وما نصت عليه القرآن الكريم، والأحاديث النبوية الشريفة، مما جعل بعض المؤلفين يهتمون في هذا الجانب، ويبحثون عن كل شاردة وواردة في هذا المجال الذي يتفرع إلى أقسام عدة ومتنوعة بتنوع واختلاف الحياة والتغيرات التي طرأت عليها، وعلى الرغم من أن قلتها، إلاّ إنَّ ما وصلنا منها كان شاملاً ووافياً بما يخدم كل هذه التساؤلات، والاختلافات، والآراء، وخاصة وأن هذه الكتب قد نقلت لنا شواهد تأريخية، وروايات، ونصوصاً مختلفة حملت بين طياتها العديد من الكتب المفقودة التي تكاد تكون ذكرت في بعض الأحيان في كتاب معين وبعضها لم يرَ لنا ذكرها على الرغم من أن شهرة مؤلفيها، وكتابها.