من مسائل الترجيح النحوي عند ابن العِلْج الإشبيلي في كتابه (البسيط في النحو)

الملخص

يستعمل النحويون الكثير من الألفاظ الدالة على ترجيحاتهم لأحدى المسائل النحوية من قبيل: الأصح والصحيح والأصوب وعندي .. وما الى ذلك من العبارات، وابن العِلْج الإِشبيلي، هو أحد هولاء الذي ساق الكثير من الآراء والنقولات في كتابه (البسيط في النحو)، ثم شرع يرجح ويختار ويفضل رأي على رأي آخر ، وقد يوافق مذهباً من المذاهب ويرد الأخر ، وقد ينفرد برأيه دون ان يخرج عن القياس ، معتمداً على الأدلة التي توصله الى الحجة والدليل الذي يراه صائباً . ومما تجدر الأشارة إليه ، ان ابن العِلْج كان كثيراً ما يأخذ بآراء علماء البصرة ويقتفي أثرهم ، ويعتمد على أصولهم في ترجيحاته ، وهو في ذلك لا يتعصب لمذهب دون آخر، وربما يرجح قول أحد من النحاة دون اعتبار لمذهبه ، فنراه يلتزم بالأعتدال في اختياره للرأي ، فكما يأخذ برأي سيبويه تارة ، وهو من المدرسة البصرية ، فهو كذلك يأخذ برأي الفراء وهو من المدرسة الكوفية، او برأي علماء الأندلس أو غيرهم ، لذلك تراه وسطاً في أختياراته وترجيحاته، وقد استعمل الأُسس التي يراها مناسبة من سماعاً او قياساً شأنه في ذلك شأن من سبقوه من النحاة العرب .