الطوائف الدينية وأثرها في تماسك المجتمع العراقي خلال عهد المماليك 1749-1831
الطوائف الدينية وأثرها في تماسك المجتمع العراقي خلال عهد المماليك 1749-1831
الملخص
شهد العراق ، خلال النصف الثاني من القرن الثامن عشر حتى الربع الأول من القرن التاسع عشر تقريباً، تشابك جملة من الظواهر السياسية الاجتماعية، تركت آثارها الواضحة على أثر الدين في تماسك المجتمع العراقي ، فضلاً عن الحركة الفكرية التي احدثها رجال الدين التي انعكست وبشكل ايجابي على نمو الروح المجتمعية و المحافظة على جوهر وعلاقات المجتمع العراقي آنذاك .
ومما يلفت الأنظار ان التعدد الديني والمذهبي في العراق كثيراً ما يتفق مع التعدد القومي أو يتبعه، ولعل ما أضفى على ذلك التعدد والتنوع المزيد من التمايز، هو توزيع الجماعات القومية والدينية والمذهبية توزيعاً جغرافياً على أساس كثافة تواجدها في تلك المناطق، وهو توزيع أنتجته ظروف تاريخية في فترات معينة
ومن المعروف تاريخياً إن المراقد والمقامات الدينية قد جسدت أدواراً مهمة في ثقافات الشعوب والأمم وأكدت على الترابط الروحي والتماسك الوجداني بين أفراد المجتمع الواحد ونجد ذلك ليس على مستوى الديانة الإسلامية فحسب بل تجسد ذلك في معتقدات الديانات السماوية الأخرى ووفق المقاييس والأعراف التي نادت بها تلك الديانات حتى شاع مفهوم المراقد في ثقافات الشعوب بشكل عام وخاص على السواء ، بل والأكثر من ذلك انه ارتبط برحلة الإنسان الطويلة تأريخياً إلى الحد الذي اقترن به المرقد المقدس على استلهام المعاني السامية في الترابط المعنوي والروحي بين الإنسان وما يعتقد او ما يؤمن به .