التشكلات الموضوعية في شعر ابن نباته المصري

الملخص

    عني الدرس النقدي بـ" التشكلات الموضوعية "، كونها تمثل ثيمة اساسية للخطاب الشعري بوصفها منظومة لغوية تقع بتماس مباشر مع المتلقي، فألتفت النقاد الى تحليل هذه التشكلات ، واختلفت رؤاهم على المستوى المنهجي والرؤي في ذلك ، فجاء موضوع دراستي ؛ ليرصد نصيب شعرية هذ التشكلات في شعر ابن نباتة المصري، راصداً المراحل التطورية للغة الشعرية للشاعر عبر مراحلها التطورية ،لان مرحلة الشباب عنده مثلت البداية الحقيقية للتجربة الشعرية ؛ وما تبعها فيما بعد  من مراحل فنية تطورية انعكست في خصائص لغته الشعرية . 

     ولقد أغرانا البحث في التشكلات الموضوعية لما لهذا الموضوع من غنى بسبب الجدل والاحتدام القائم في تحديد شعرية التشكلات الموضوعية في الشعر، فهو مفهوم شائك ،لأنه متصل بمختلف المعارف وجوانب الحياة الإنسانية ، وهو مفهوم خلافي ، له أبعاده الفكرية كونه مرتبطاً بالعملية الإبداعية، ومن المعلوم أن لكل شاعر مفهومه وموقفه الخاص به الذي يختلف كثيراً ،أو قليلاً عن غيره من الشعراء اتجاه الحياة ، والكون ، والقضايا الانسانية ، فليس هناك مقاييس ثابتة تحدد شعرية  هذه التشكلات تحديداً نهائياً، فلكل تجربة إنسانية لها بعدها الخاص بها ، ولكل بيئة شعرها المتميز من غيرها، بل أنّ كلّ قصيدة تختلف عن غيرها لدى الشاعر الواحد.

وانطلاقاً مما تقدم حاولنا أولاً أن نحدد عنوان البحث بدقة ، فكان التشكلات الموضوعية في شعر ابن نباتة المصري  ، فمن المعلوم أن لكل عصر خصوصيتهُ الزمنية المحملة بسمات تخصه و تنفرد به عبر علاقات :" دينية، اجتماعية ، ثقافية، سياسية "،  لذا كان اختيارنا لشعر ابن نباتة المصري لأنه شعر يندرج تحت سقف الدولة الأيوبية ويمثل ضرباً من ضروب الأدب في مدة زمنية متقاربة ورقعة مكانية منتجه ، تندرج ضمن الحدود المرصودة للبحث، إذ تأتي فيها المعطيات مناسبة لتثبيت خصوصية البحث والدراسة إلى تحديد شعرية  هذه التشكلات داخل بنية النص الشعري، بوصفها فضاءاً نصياً ومسرحاً شعرياً للأحداث التي تترتب ترتيباً زمنياً تضفي الوظيفة الجمالية للنص الشعري بشكل عام .