دِلَالَةُ المَجَازِ اللُّغَوِيِّ فِي مُعجَمِ الطِّرَازِ الأَوَّلِ لِابنِ مَعصُومٍ المدنيّ (ت1120هـ) دِرَاسَةٌ تحليليّة فِي ضَوءِ مَعَايِيرِ الصِنَاعَةِ المُعجَمِيّة

الملخص

ينتمي هذا البحث إلى مجموع البحوث التي تمتحن تحقّق المعايير المعجميّة القارّة في الدرس اللغوي الحديث في موضوع مهم من موضوعات علم الدلالة في اللغة العربيّة وهو المجاز اللغويّ، ويستبطن الحديث عن هذه العلاقة الربط بين البحث الدلالي بوصفه وريثاً للبلاغة العربية، والمعجم العربي بوصفه الميدان التطبيقي لعلم البيان البلاغي كما يقول الدكتور تمام حسان؛ والذي يتضمن المجاز عموماً، والمجاز اللغوي منه خصوصاً في معجم تراثي انماز بدءاً بتحقيق هذا الربط وهذا الحضور للمجاز اللغوي في المعجم العربي، وهو معجم الطراز الأوّل لابن معصوم المدني؛ وكان من ضمن المعايير التي امتحنّا حضورها في معجم الطراز؛ هي ذكر الحقيقة والمجاز في مورد واحد، وبذكر وجه المجاز اللغوي بالتشبيه أم بالاستعارة، وبآليات شرح المعنى في الصناعة المعجميّة؛ بمباحث ثلاثة يتقدمها مبحث نظري، فتكون عدتها أربعة مباحث؛ وتمثّلت منهجيّة البحث ببيان موضوعيّة معايير البناء المعجمي بإسقاطات تطبيقيّة في معجم الطراز مع التحليل لنصوص الطراز بالمقارنة مع معجم الأساس للزمخشري (ت538هـ) بوصفه معجماً مختصّاً بالمعنى المجازي من جهة، ولأن ابن معصوم اعتمد عليه في النقل مع النقد، فجاءت نقوداته واستدراكاته في المعاني المجازية رائدة في بابها تبعاً لمعايير الصناعة المعجميّة من جهة، وتبعاً لسنن التطور اللغوي التي تجعل الاستعمال المجازي في وقت ما حقيقة في وقت لاحق، فكان أن استدرك على الزمخشري –رغم إكبار ابن معصوم له- في كل معيار من المعايير المذكورة؛ فخرج البحث بنتائج رائدة في بابها على المستوى التطبيقي بتحليل نصوص المعنى المجازي ومقارنته بالتراث المعجمي اللغوي مع نصوص معجم الأساس والمعاجم اللغويّة الأخرى؛ آملين أن يسدّ هذا البحث نقصاً في إبراز الجهود المعرفيّة لمعجميّي اللغة العربيّة في التراث، مع ما أبدعه المحدثون في التأسيس لمعجم مجازي ينهض بمهمة متابعة التطور الدلالي للألفاظ، وهو ما سكتت عنه البحوث الحديثة تطبيقيّاً.