ما فاتَ مِن أَمالي السُّهَيلِيِّ (581هـ) مَسأَلَةُ (خُروج اللَفْظِ عَن أَصلِهِ لِما دَخَلَهُ مِن المَعنى في ضِمنِه) دِراسَةٌ وتَحقيق
ما فاتَ مِن أَمالي السُّهَيلِيِّ (581هـ) مَسأَلَةُ (خُروج اللَفْظِ عَن أَصلِهِ لِما دَخَلَهُ مِن المَعنى في ضِمنِه) دِراسَةٌ وتَحقيق
الملخص
يُعَدُّ أَبو القاسِمِ السُّهَيلِيُّ مِن عُلَماءِ أُمَّتِنا الأَفذاذِ الذينَ تَعَدَّدَت اهتِماماتُهُم العِلمِيَّةُ وتَنَوَّعَتْ مَلَكاتُهُم التَّصنيفِيَّةُ. عَلى أَنَّهُ عُرِفَ، أَكثَرَ ما عُرِفَ، بِأَنَّهُ اللُغَوِيُّ النَّحوِيُّ الذي لَهُ آراؤُهُ المُمَيَّزَةُ ومُناظَراتُهُ لِمُخالِفِيهِ في القَرنِ السّادِسِ الهِجرِيِّ ولِسابِقِيهِم ورُدودُهُ عَلَيهِم. وقَد نُشِرَ تُراثُ السُّهَيلِيِّ اللُغَوِيُّ والنَّحوِيُّ الذي عَثَرَ عَلَيهِ الدّارِسونَ، ولَم نَقِفْ في كَلامٍ أَحَدٍ مِنهُم عَلى أَنَّ مِن هذا الثُّراثِ ما لا يَزالُ مَخطوطًا يَنتَظِرُ مَن يَنفُضُ عَنهُ غُبارَ القُرونِ، بَل كُلُّ ما وَقَفْنا عَلَيهِ أَنَّ لِلسُّهَيلِيِّ تُراثًا مَفقودًا عَدَتْ عَلَيهِ عَوادي الزَّمَنِ، فضاعَ مَعَ ما ضاعَ مِن نَفائسِ التُّراثِ العربيِّ والإسلاميِّ. وها نَحنُ أُولاءِ اليَومَ نُميطُ اللِثامَ عَن مَسأَلَةٍ مَخطوطَةٍ نَفيسَةٍ مِن التُّراثِ اللُغَوِيِّ لِلسُّهَيلِيِّ، وهيَ تُعَدُّ فَتحًا جَديدًا في بابِها؛ إذ إنَّها مُحاوَلَةٌ مُتَفَرِّدَةٌ في تاريخِ التَّأليفِ في العَرَبيَّةِ، بِحَسَبِ مَبلَغِنا مِن العِلمِ، لِشُمولِها قِسمَي الصِّيَغِ الصَّرفِيَّةِ والتَّراكيبِ النَّحوِيَّةِ مَعًا بِتَناوُلِ (التَّضمين) لأَمثِلَتِهِما. وقَد تضَمَّنَ عَمَلُنا مُقَدِّمَةً تُبَيِّنُ مُلابَساتِ العُثورِ عَلى المَخطوطِ المُشتَمِلِ عَلى المسأَلَةِ، وتَلَتْها دِراسَةٌ مُفَصَّلَةٌ لِمَوضوعِ هذهِ المسأَلَةِ، فَوَصفٌ لِلمَخطوطِ وإثباتٌ لِنِسبَةِ المسأَلَةِ إلى السُّهَيلِيِّ وبَيانٌ لِلإجراءاتِ التي اتَّخَذْناها في تَحقيقِ المخطوطِ، وأَعقَبَ ذلكَ نُبذَةٌ عَن سيرَةِ السُّهَيلِيِّ الذّاتيَّةِ والعِلميَّةِ، ثُمَّ جاءَ بَعدَ ذلكَ النَّصُّ المُحَقَّقُ، وانتَهَتِ الدِّراسَةُ بِمَسرَدِ مَصادِرِ الدِّراسَةِ ومَراجِعِها.