مقومات الاستخلاف لعمران الأرض في ضوء القرآن الكريم (دراسة موضوعية)

الملخص

يهدف هذا البحث إلى بيان أهم المقومات المتعلقة بمفهوم الاستخلاف ، التي حددتها المنهجية القرآنية ، والتي تهدف إلى بناء الإنسان،  وإعداده إعداداً شاملاً على المستوى الروحي والعقلي، ليقوم بمهمته المنوطة إليه ؛لعمارة الأرض، واستثمار خيراتها. إذ أن منهجية الاستخلاف في بناء العمران  ترتكز على المقومات الآتية: المقومات العلمية والفكرية، والمقومات العملية، والمقومات الأخلاقية.

كما يتمحور البحث إلى إبراز دور الإنسان  في عمران الأرض  ، وما يتطلبه هذا العمران من بناء فكري يمكِّن العقل المسلم، من تحقيق شروط الاستخلاف وذلك  بالنظر، والبحث، والتجريب ، وتحصيل العلوم، وتوظيفها، وكذلك بناءه أخلاقياً يمكنه من تحقيق الأمانة ، وإقامة العدل ، وتحقيق مبدأ الوسطية في  العقيدة ،والعبادة ، والعمران. فالعمران في القرآن الكريم يدور على مكونات ثلاثة هي (الإنسان): الذي هو محور الإعمار، ( والأرض) :التي تُعد مكان الإعمار ، (ونظام العيش): بإقامة العدل ، وحفظ نظام التعايش.

وكان من أهم النتائج التي تمخضت عن هذا البحث هو: عدم اقتصار العمران في القرآن الكريم على البناء المادي فحسب؛ بل شمل العمران الروحي، والوجداني للإنسان الذي تمثل بالإيمان ،والتحلي بمكارم الأخلاق، وتوظيف العقل بالتفكّر واكتساب العلم والمعرفة ، وكذلك إلى عناية القرآن الكريم بمقومات العمران ودورها في جعل الإنسان يصل في عمرانه إلى مرحلة الرقي ، والنهضة في جميع المجالات ، وتأسيس حضارة ذات قيم عالية مبنية على العلم والإيمان ،والعدل والمساواة