المهملُ في شِعر فارس مطر الدلالة والفاعلية

الملخص

ممّا لاشك فيه أن النص الشعريَّ العربيَّ الحديث مهما انطوى على كثافة لغوية قابل للتأويل ولابدّ أن تكون ثمة مفاتيحَ توصلنا في النهاية الى مدلول ما، فما عاد الشاعر العربي ذلك الشاعر الذي يغرف من بحر، فقد صارت تجربته القرائية واسعة ومكثفة وصار نصه ينطوي على نصوص كثيرة ذائبة في نصه متوارية فيه؛ ممّا يتطلب الكثير من التنقيب وطرح الأسئلة، ويسعى هذا البحث الى تقصي الدلالة في المهمل المتروك ومدى فعاليته، وسوف نرحل مع النص الشعري محاولين القبض على إيحاءاته وتجلياته محاولين النظر إليه من زوايا مختلفة، وقد وجدنا أن النص الشعري للشاعر فارس مطر لا يعطيك مفاتيحه إلا بعد محاولات تأويلية للقبض على الإزاحة؛ فنصه يدعو القارئ لكي يحرك جميع طبقات التلقي فهو لايفتح لك أبوابه دفعة واحدة، إنّما يتجّلى قليلاً ثم يختفي خلف غموض شفيف؛ ليتركنا بين القبول والرفض، والشك واليقين والحضور والغياب، لا يحل حتى يرحل، ولقد جاء النص الشعري عند مطر كفوءاً بشعرية باذخة مهما أعدْتَ قراءته تشعر انك تقرؤه أول مرة وإذا كان لفارس مطر خطاب متميز فما جماليات هذا الخطاب؟ وما الذي يمدّ نصه بأسباب الجمال، ومن نتائج البحث:

1-فاعلية الخراب واحدة من العلامات الفارقة في شعر فارس، ونعني بهذه الفاعلية الذهاب الى الخراب ومحاولة التفتيش عن شخصيات وأحداث تجري فيه ونقلها الى فضاء الأسطورة أو محاولة بث الأسطورة فيها، ويرى الباحث ان الخراب ينتج مهملاً يتوالد باستمرار في شعر الشاعر وهذا المهمل يوجه كل طاقاته لكي يكون فعالا لتغيير الوعي بمواجهة جميع الإكراهات والضغوط؛ لينتقل من مرحلة النضال النظري الى النضال العملي لتغيير المجتمع.

2-وأغلب الظن أن الذي يجعل شعر فارس يضج بالرهبان والراهبات مما يعيش على هامش مجتمع إسلامي مترامي الأطراف ان الشاعر ولد في الحي الثقافي في الموصل وهذا المكان يضج بالكنائس ودور العبادة المسيحية فضلا عن ذلك أعياد الأديرة التي كانت تقام كل عام قرب هذا الحي.