القراءات المنسوبة إلى الإمام أبي حنيفة النُّعمان رحمه الله (ت150هـ) ــ جمعاً ودراسة ــ
القراءات المنسوبة إلى الإمام أبي حنيفة النُّعمان رحمه الله (ت150هـ) ــ جمعاً ودراسة ــ
الملخص
إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره , ونعوذ بالله من شرور أنفسنا , وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضلّ له ومن يضلل فلا هادي له . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أنَّ مُحمَّداً عبده ورسوله - صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه , ومن اهتدى بهديه , واقتفى أثره إلى يوم الدِّين .
أمَّا بعد: فالقرآن الكريم ، كتاب الله الخالد ، ومعجزة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ، التي لا تفنى إلى الأبد وهو كتاب منتظم الآيات ، متعاضد الكلمات ، لا نفور فيه ولا تعارض, ولا تضاد ولا تناقض، صدق كلها أخباره ، عدل كلها أحكامه ، قد يسَّـرَه الله لهذه الأمَّة أعظم تيسير , حتى أنزله على سبعة أحرف فليس ثمَّتَ ما يعارضه ، ولا يرد على ذلك موهم الاختلاف بين قراءاته ، فهو اختلاف تلازم وتنوع , إذ عند التدبر يتمّ التوفيق والالتئام, وليس اختلاف تضاد وتناقض ، ولذلك فإنَّ القرَّاء المشهورين لم يعترض بعضهم على بعض فالكل صحيح ما دام مستوفياً لشروط صحة القراءة ؛ كلّ هذا من أجل أن يستقيمَ اللسان بقراءة القرآن من دون عناء أو صعوبة , فيقرأه الكبير والصغير على خلاف ما كان عليه من قبلنا إذ كانت كتبهم لا يستطيع قراءتها إلا الرهبان ورجال الدين .