التعليل النحوي في تفسير رموز الكنوز للرسعني

الملخص

   منذ أنّ نشأ النحو العربي في بدايته كان خدمة للقرآن الكريم، ولا ينفك المشتغل بالنحو من أنّ يستشهد ببعض القرآن، وما هذه الدراسة إلّا هي نبع من فيض القرآن الكريم، وللإمام الرسعني في تفسيره "رموز الكنوز"  في أبواب النحو مدى شاسع وعمق في دراسته؛ فمن يقرأ تفسيره يجده تناول كثيرًا من المسائل النحوية؛ فقد أفاد من النحو في بيان المعنى وسعته ومبالغته،وعرض لمسائل خلافية، ورجّح بعضها، ووقف عند التأويل النحوي من حذف وتقديم وتأخير، وعرض للأساليب النحوية من استفهام واستثناء ونفي، وكان يعلل للمسائل النحوية بالعلل والمصطلحات التي ذكرها النحاة، وهو يسير في تعليلاتهم على وفق الاستقراء النحوي الذي وضعه النحاة وساروا وفق ضوابطه، متعمقين أبعد من ذلك؛ فقد تخطى النحاة حدود الملاحظة، والاستقراء، والاستنتاج، إلى مرحلة التفسير، والتأويل، والتعليل للظواهر اللغوية، وتهدف هذه الدراسة إلى الوقوف عند هذا العالم الجليل والتعريف به، والوقوف عند جزئية مهمة وهي التعليل النحوي الذي وجدناه متناثرًا في تفسيره، تارة بذكر مصطلح التعليل، وتارة بالإشارة إليه، وعلى كثرة الدراسات التي تناولت هذا التفسير بالبحث والدراسة إلّا أنّها لم تأخذ هذه الجزئية من تفسيره بالتفصيل فكان من دواعي اهتمامنا بالدرس النحوي، وما يحيط به من نظريات، ومنها نظرية الأصول والفروع  في النحو العربي ؛ ولما للعلّة النحوية من أهمية في معرفة أصول التفكير النحوي وعمقه، ومدى قدرته على التعاطي مع المسائل النحوية ذهبنا إلى هذه الدراسة؛  وهذا ما دفع الدكتور تمّام حسّان إلى القول بأنَّ طالب النحو المتخصص بحاجة إلى هذا النوع من الكتب والمؤلفات؛  لكي يكون أقدر على ردّ كلّ فرع إلى أصله وبالتالي سيكون النحو العربي في رأيه بسيط البنية منسجم التكوين منطقي التفكير .