المدارس الأصولية (مناهجها وأعلامها) من التأسيس إلى القرن الثالث عشر الهجري لدى علماء الامامية (دراسة مقارنة)

الملخص

الحاجة لدراسة علم أصول الفقه والخوض في البحث بمسائله من الاهمية لكل من يتصدى لاكتشاف الاحكام الشرعية, فقد التزم علماء الامامية بالاجتهاد بالمعنى العام (بذل الجهد والمشقة للوصول إلى الأحكام الشرعية) ورفضوا الاجتهاد بالمعنى الخاص (قول الفقيه برأيه فيما لا نص فيه) رفضاً قاطعاً, معتمدين على قواعد ومبانٍ ينطلقون منها ويؤسسون عليها ويرجعون إليها في عملية استنباط واكتشاف الأحكام الشرعية, ولا يختلف الباحث في هذا العلم أن الفكر الأصولي قد تطور بشكل متفاوت صعوداً وهبوطاً بشكل واضح على مدى العصور وهو أمر طبيعي, والتطور الحاصل لهذا العلم هو تطور في أدواته وطرقه وسبله في تحصيل الأحكام الشرعية الفرعية من أدلتها التفصيلة التي تتناسب مع تطور علم الفقه وكثرة الوقائع المتجددة والتطور الحاصل في الحياة اليومية .

وتطرقنا في هذا البحث إلى بيان التطور والنمو الذي حصل في الفكر العلمي للمدارس الأصولية الامامية وتنظيم مناهجها من أول نشؤها والحاجة إليها, من خلال استقراء النتاج الأصولي لأغلب علماء المدارس الأصولية بشكل مستقل, وكذلك الدراسات والتحقيقات الأصولية لمجموعة من الباحثين, التي كُتبت والمعبرة عن مستوى الفكر الأصولي المتفاوت في العصور اللاحقة, والنتاجات والدراسات التي اهتمت بهذا الجانب وأصبحت محطة نظر دارسي علم أصول الفقه, مبيناً أبرز نقاط الاتفاق والاختلاف, وبيان طرق الاستدلال والمناهج المتبعة والمختلفة عندهم .