الفشل التداولي في فكر (جيني توماس) مع تطبيقاته في اللغة العربية
الفشل التداولي في فكر (جيني توماس) مع تطبيقاته في اللغة العربية
الملخص
يغور هذا البحث بعيدا للحديث في الفلسفة اللغوية، وتحليل أسباب ضعف التواصل بين المتكلمين، فإن كثيرا من قضايا فشل التواصل أو ضعف الفهم لا يعود سببها إلى فشل في صياغة القواعد اللغوية (الصرفية والتركيبية...) فحسب، بل بسبب فشل المتلقي في فهم قصدية المتكلم. فقد أُهمل الفشل التداولي في أغلب نظريات التحليل اللغوي، ولم ينتبه إليه علماء اللغة كثيرا، مع أن مصداقه كثير في تراثنا اللغوي وواقعنا المحكي.
قمنا في هذا البحث بتحليل أفكار عالم اللسانيات (جيني توماس) حول الفشل التداولي، ومن ثم الاستفادة منها في واقعنا اللغوي العربي عبر بعض التطبيقات المهمة. فيتجلى الفشل التداولي كثيرا نتيجة اختلاف الثقافات بين المتكملين، سواء العرقية أو الطبقية أو الاجتماعية أو السياسية، أو بعدم اشتراك طرفي الخطاب بخلفية ثقافية واحدة.
قسم البحث على المحاور الآتية:
أولا: دور السياق الثقافي والأبستمولوجي في حصول الفشل التداولي.
ثانيا: أثر فهم القوة التداولية في تفسير حالات الفشل التداولي.
ثالثا: الفرق بين الفشل التداولي والخطأ التداولي في فكر (جيني توماس) فالخطأ التداولي مرتبط بالفشل النحوي، الذي يكون عادة محكوما بضوابط صارمة قطعية، بينما الفشل التداولي لا تكون ضوابطه صارمة، بل محكومة بتغيرات السياق وثقافة المتكلمين.
رابعا: أهم المصطلحات القريبة من الفشل التداولي، كالاستعجال النطقي، والانتهاك لمبادئ الحوار، والخلط اللغوي.
خامسا: مواطن حصول الفشل التداولي، سواء في المحادثات اليومية، أو في الأخطاء في عمليات التدريس، أو في حالات التواصل مع الأجانب الوافدين.
سادسا: الاحتراز من الفشل التداولي عبر توخي المتكلم مبادئ التداولية وإحكام استعمال أفعال الكلام، وكذا تدريس التداولية في مدارسنا.
وخلص البحث إلى نتائج نحسب أنها مفيدة.