استشراف العربية في ظل معطيات علم اللغة الكوني

استشراف العربية في ظل معطيات علم اللغة الكوني

المؤلفون

  • أ.د. أحمد علي علي لقم جامعة الأمير سطام بن عبد العزيز – المملكة العربية السعودية

الملخص

ينشدُ هذا البحث توجيه النظر إلى الاستفادة القصوى من (علم اللغة الكوني) انطلاقا من ثوابت العربية واتِّكاءً على النظريات اللسانية الحديثة، مستفيدا مما قرره علماء هذا الفن من الغربيين، وأصول ذلك عند علماء العربية.

وينطلق هذا البحث من إثارة مشكلة موت اللغات، ومستقبل العربية، ويقف على أهم ما وصل إليه هذا العلم من معطيات، وقد جاء البحث في تمهيد ومبحثين:

التمهيد: وفيه التعرف على أهمية علم اللغة الكوني.

المبحث الأول: أسباب موت اللغات، وفيه أربعة مطالب: الأول: تنفس اللغة واختناقها، والثاني: تآكل الزمن في اللغات، والثالث: الصوت الناسف، والرابع: الخلل في الأداة المعرِّفة.

المبحث الثاني: ما تمتاز به العربية في ضوء علم اللغة الكوني، وفيه ستة مطالب: الأول: السعة والسلامة الصوتية، والثاني: حرف الراء، والثالث: حرف الباء،  والرابع: الصوت المسيطر، والخامس: قابلية المعالجة الآلية، والسادس: تميز العربية بميزان الاعتدال.

ثم خاتمة وضعت فيها أهم النتائج ومن أبرزها: أن علم اللغة الكوني يستطيع أن يجيب عن بعض الأسئلة المحورية عن نشأة اللغات والتي عجز عنها علم اللغة العام في بعض أحواله، وأن ظاهرة انقراض اللغات قديمة، و اللغة المنقرضة التي يتكلّمها أقلُّ من ألف إنسان، وأكد البحث أن عنصر الزمن هو روح الحياة للغة العربية فأظهر حيوية اللغة العربية في مقابل اللغات الأخرى، وأبرزت النتائج أن كل لغة قبل موتها تدخل مرحلة اعوجاج ويظهر هذا العوج بظهور بالصوت الناسف، وقد خلت العربية من الأصوات الناسفة فكلما تباعدت الحروف في المخرج كانت أفضل،  وكشفت النتائج أن من أسباب موت اللغات الخلل الذي يصيب أداة التعريف الممثلة في الصوتين: (ال) وهذان الحرفان في اللّغة العربيّة جذر  رّئيس،  وهو ما يميّز اللّغة العربيّة عن سائر اللّغات، كما تتميز لغتنا بحرف (الراء)؛ فاللغة التي تفقد هذا الحرف تسعى نحو الموت، وقد تصدرت الراء إحصاء الجذور في معجم تاج اللغة وصحاح العربية للجوهري حيث "بلغ 5639 خمسة آلاف وستمائة وتسعة وثلاثين جذراً، وأن حرف الراء في هذه الجذور بلغ 1003 ألفاً، كما تتميز لغنتا بحرف (الباء) وهو الجذع الرئيس للغة أو العمود الفقري، فإذا مرضت اللغة يبدأ بالانشقاق، واللغة العربية لغة مرنة، وقد تجلت هذه المرونة على مر العصور، فنجد من نظريات اللغويين القدماء ما يخدم أحدث التقنيات التكنولوجية الحديثة، وقد أثمرت المعالجة الآلية للغة العربية بتطبيقات مثل: المحلل الصرفي، وبرامج الترجمة الآلية، وكثير من التطبيقات والبرامج الأخرى، كما تتمتع العربية بميزان اعتدال يميزها عن غيرها.

ويوصي الباحث بإضافة مقرر علم اللغة الكوني لمقررات الليسانس في أقسام اللغة العربية، وتشجيع باحثي الدراسات العليا على توجيه أطروحاتهم نحو علم اللغة الكوني، وسعي الجامعات نحو امتلاك أحدث أجهزة التحليل الصوتي للوقوف بدقة على خصائص الأصوات العالمية، وخصوصا الأصوات العربية، وعمل المعاجم الراصدة لتغيرات اللغة حتى نستطيع استنباط القواعد الضابطة لحركة اللغات. 

 

 

 

التنزيلات

منشور

2019-12-01