السيادة الغذائية: نحو نظام غذائي عالمي جديد
السيادة الغذائية: نحو نظام غذائي عالمي جديد
الملخص
انشغل الانسان منذ وجوده على سطح الأرض بكيفية توفير غذاءه الكافي والمناسب. وبلغ هذه الانشغال بالغذاء ذروته بعد تركز الثورة الصناعية والهجرة من الريف الى المدينة وتقلص المساحات الزراعية وعدد العاملين في الزراعة وانقسام العالم الى دول صناعية وأخرى غير صناعية. وهنا ظهرت نظريات تربط السكان بالغذاء كان أهمها النظرية المالثوسية التي أكدت ان السكان يزدادون بمعدل أكبر من زيادة الغذاء مما يقود الى ظهور المجاعات، أي انها اعتمدت على الجانب الكمي في علاقة السكان بالغذاء. قاد هذا التطور التاريخي الى ظهور مفهوم الامن الغذائي الذي عرف بأنه إمكانية الحصول على الغذاء من قبل كل الناس، وفي كل الأوقات، وهذا يعتمد على زيادة الإنتاج والإنتاجية. إلا ان استمرار المجاعات والأزمات الغذائية دفع بعض الدول والحركات الاجتماعية الى نقد مفهوم الامن الغذائي باعتباره يعتمد على نظام عالمي قائم على التطور البيوتكنولوجي الذي تحتكره الدول الصناعية المتقدمة في توفير كمية الغذاء للسكان المتزايدين بغض النظر عن آثار ذلك. وعليه، ظهر في السنوات الأخيرة مفهوم السيادة الغذائية كرد على عجز مفهوم الامن الغذائي وكونه مفهوماً امبريالياً رعته الدول المتقدمة والهيئات والمنظمات التي انشأتها. وتعرف السيادة الغذائية بأنها حق كل أمة في حماية وتطوير طاقاتها لإنتاج غذائها مع احترام التنوع الإنتاجي والثقافي. وبهذا فقد ظهر على المسرح العالمي خطابان يختلفان في عدد من المظاهر الهامة يمثلان نظامين غذائيين عالميين. هذا البحث سيقوم بتحليل مختلف جوانب مفهوم السيادة الغذائية باعتباره مفهوماً حديثاً يتناول تحولاً كاملاً في نظام الغذاء العالمي، عبر محاولة الإجابة على الأسئلة الآتية: ماذا تعني السيادة الغذائية وكيف ظهرت؟ ما هي أسس السيادة الغذائية؟ من هم فواعل السيادة الغذائية؟ وما هي التحديات التي تواجه السيادة الغذائية؟ وكيف يمكن تحقيق السيادة الغذائية؟