أثر تغيُّر المُناخ في تباين تكرار المُنخفض المتوسطي والسوداني خلال الموسم المطير في العراق (دراسة في علم المُناخ الشمولي)
أثر تغيُّر المُناخ في تباين تكرار المُنخفض المتوسطي والسوداني خلال الموسم المطير في العراق (دراسة في علم المُناخ الشمولي)
الملخص
يهدُف البحث إلى دراسة وفهم دور تغيُّر المُناخ في تباين تكرار المُنخفض المتوسطي والسوداني خلال الموسم المطير في العراق، وذلك لما يعانيه العراق من تناقُص في كمية الامطار الساقطة والاتجاه نحو الجفاف، فضلاً عن ذلك فقد لُوحِظ في الآونة الأخيرة أن المُنخفضات الجوية المطيرة سيّما مُنخفضات البحر المتوسط قد قلّ تكراراها على منطقة شرق المتوسط وانحرفت مساراتها باتجاه الشمال مما أدى الى قلة الامطار، وإنّ سبب قلة تكرار المُنخفضات المطيرة وانحراف مساراتها يرجع الى مُشكلة عالمية تتمثل بمشكلة تغيُّر المُناخ وارتفاع درجات الحرارة عالمياً ومحلياً وهذا ما اكدت عليه الهيئة الدولية المعنية بالتغيُّر المُناخي (IPCC)، وقد أثر "تغيُّر المُناخ" في حركة الدورات النطاقية للغلاف الجوي سيّما وإنّ العديد من الدراسات العالمية اشارت الى زحزحة خلية هادلي شمالاً بحدودٍ تتراوح (2-4.5 ْ) نَتج عن ذلك زحف أنطقه الضغط الجوي شمالاً وزحزح معهُ نطاق تأثير المُنخفضات المتوسطية المطيرة شمالاً وأبعد تأثيرها عن العراق.
كما وتوصل البحث إلى إنّ المُنخفض السوداني قد زاد تكراره خلال مدة الدراسة سيما وان ظروف تكونه حرارية الأصل، وقد ساهم تغيُّر المُناخ في رفع درجة حرارة مياه البحر الأحمر مما هيء الفرصة لجذب المُنخفض المذكور باتجاه الشمال، ولقرب البحر الأحمر نسبياً من العراق وصلت امتداداته بشكل اكبر من السابق، فضلاً عن تغيُّر الامتداد المكاني للمُنخفض اذ لوحظ من تحليل الخرائط الطقسية ان امتداداته بلغت المناطق الشمالية من العراق، وأحدث ذلك تغيُّر واضح في كمية امطار العراق الفصليّة والسنويّة نتيجة تغير تكرار المُنخفضات المطيرة.