استعمال تقنيات الاستشعار عن بعد في رصد تغير الغطاء المائي والنباتي والزراعي لمراقبة مظاهر التصحر والعواصف الغبارية في العراق للمدة 1990-2022
استعمال تقنيات الاستشعار عن بعد في رصد تغير الغطاء المائي والنباتي والزراعي لمراقبة مظاهر التصحر والعواصف الغبارية في العراق للمدة 1990-2022
الملخص
يشهد العراق تغيرات بيئية ومناخية وهيدرولوجية كبيرة بدأ تاثيرها ملحوظا على حياة الانسان والذي برز من خلال مظاهر التصحر التي من اهم ظواهرها زيادة تكرار العواصف الغبارية ونشوء الكثبان الرملية وتعرية التربة وقلة انتشار النبات الطبيعي وقلة تساقط الامطار والتطرف في درجات الحرارة. كما ادى هذا الوضع الى تناقص كبير في مساحات الاراضي الزراعية لعدم توفر المياه مما يعمل على فقدان التربة لغطائها النباتي وتفكك نسيجها وجعلها تربه هشة مهيئة للنقل امام عمليات التعرية الريحية .وهذا ناتج عن وجود العديد من العوامل المؤثرة في العراق وهي العوامل الطبيعية والبشرية والتي جعلت منه بيئة متغيرة تتجه نحو الجفاف وما لهذا من تاثير كبير على مصادر المياه السطحية والجوفية والتربة والنبات التي ينعكس تاثيرها على الجانب الاقتصادي نتيجة قلة النشاط الزراعي الذي ينعكس بدوره على الامن الغذائي الوطني كذلك يؤثر على جميع النشاطات البشرية المختلفة وعلى المدن وطرق النقل و المنشأت الحيوية وهذا يتطلب دراسة هذه الظواهر والكشف عنها ومراقبتها باستخدام تقنيات الاستشعار عن بعد والتي شملت العراق بحدوده الإدارية، تهدف هذه الدراسة الى تقييم موارد المياه السطحية والنبات الطبيعي والمساحات الزراعية وكذلك تحديد انتشار مظاهر التصحر وزيادة تكرار العواصف الغبارية والرملية.كما تهدف الى ايجاد الحلول المناسبة لوقف حالة التدهور البيئي التي بدأت تنعكس على حياة وصحة الانسان يعاني العراق من مشكلة انخفاض كبير في مصادر المياه السطحية بسبب سياسة دول المنبع وقلة الامطار المتساقطة ، الذي ادى الى تراجع في مناسيب مياه نهري دجلة والفرات وكذلك في خزانات البحيرات والسدود ومناطق الاهوار ان انقطاع مصادر المياه او انخفاظها بشكل كبير لاسيما السطحية منها يؤدي الى انهيار المنظومة الاقتصادية في العراق وانتشار الفقر والمجاعة والامراض في السنوات القادمة ويولد صراعات داخلية تنعكس على الامن الوطني فضلا عن هشاشة الوضع السياسي .
اعتمد على مرئيات القمر الصناعي لاندسات (Landsat OLI8) لسنة (2022) وراسم الخرائط الموضوعي (Landsat TM5) لسنة 1990. باستعمال مؤشر الاختلاف الطبيعي للنبات والمياه يعاني العراق حاليا من تهديد كبير للجفاف نتيجة قلة الموارد المائية التي انخفضت مساحاتها ما بين سنتي 1990-2022 الى النصف بنسبة تراجع بلغت( 49.37%) فبعد ان كانت هذه المساحة (10431.44كم2) تراجعت الى (5150.89 كم2)، كما انخفظت مساحة الغطاء النباتي والزراعي لسنة 2022 الى (12.72 %) فقط بعد ان كان في سنة 1990 (14.37 %) مقارنة بمساحة العراق الكلية البالغة (438317) كيلو متر مربع كما زادت المساحات المتصحرة في العراق اذ بلغت مساحة المناطق المتصحرة والجافة (80%) من مساحة العراق الكلية . ويعد محور الموصل بيجي – سوريا الاكثر تاثير على العراق في السنوات الاخيرة . كما تبين ان محور غرب الغراف – الفرات والمسمى يالكطيعة المنطقة الاكثر تكرارا محليا والتي تؤثر على جنوب العراق والخليج العربي