التنمية المستدامة للغاز الطبيعي في العراق

الملخص

بدأ الاهتمام باستخدام الغاز الطبيعي على نحو محدود في أواخر الخمسينات من القرن العشرين، غير أن الاهتمام الواسع باستغلال وتصنيع الغاز الطبيعي لم يبدأ في العراق إلا في نهاية عقد السبعينات من القرن ذاته.

يتميز الغاز الطبيعي بأنه الوقود الأنظف والأقل إصدارا للانبعاثات ، وهو مصدر مهم للطاقة الحرارية والميكانيكية والكهربائية في قطاعات النقل والصناعة والكهرباء والإسكان ، فضلا عن كونه مادة أولية للصناعات البتروكيمياوية ولإنتاج مبيدات الحشرات ومواد الإنتاج الزراعي والمواد البروتينية، ولذلك يمثل الغاز أهم مصادر الطاقة البديلة للنفط ، إذ يسهم بنحو ربع الطاقة المستهلكة في العالم .يعتمد العراق اعتمادا متوسطا على الغاز الطبيعي لتغطية متطلبات الطاقة ، إذ بلغت حصة الغاز الطبيعي في العراق نحو 15% من استخدام الطاقة ، اذ يستهلك العراق نحو 88 ألف برميل مكافئ نفط / يوم ، وهو رقم يبدو متدنيا بالقياس إلى بعض الدول الخليجية كالأمارات والكويت اللذان يستهلكان من الغاز الطبيعي حوالي 1080 و 1145 برميل نفط مكافئ / يوم في سنة 2019، اذ ينتج العراق 30 ألف برميل نفط مكافئ / يوم من سوائل الغاز الطبيعي من وحدات معالجة الغاز الطبيعي ويشكل ذلك 1.1% من الانتاج العربي. أن الغاز المحروق وصل إلى 7 مليار متر مكعب، ولذلك يصنف العراق من ضمن ثالث أعلى 20 دولة في العام من حيث معدلات حرق الغاز، ويخسر العراق يوميا 200 ألف دولار من هدر الغاز اي 7.3 مليار دولار سنويا ،وبالمقابل فان اقامة منظومة لحفظ الغاز لا تكلف سوى 650 مليون دولار فقط !!! ونظراً لأن أغلب الغاز العراقي هو من نوع المصاحب، فإن إنتاج الغاز بالعراق يتأثر بصورة رئيسة بإنتاج النفط ،فإن حجم الغاز المصاحب المنتج سيكون نحو 3،9 مليار قدم مكعب قياسي يومياً (40 مليار متر مكعب سنوياً) ،وبالتالي فان خسارة العراق سنويا تبلغ ثلاثة مليارات دولار بسبب حرق الغاز دون استثماره. يبلغ الاحتياطي العراق المؤكد من الغاز الطبيعي 3170 مليار متر مكعب سنة 2019، شاغلا بذلك المرتبة الخامسة عربيا وبنسبة 6% من الاحتياطي العربي و 3،4% من احتياطي الأوبك و 1،7% من الاحتياطي العالمي للغاز الطبيعي في العام ذاته. وفي حال نجاح العراق في استثمار الغاز المحروق ، سيضيف مورداً سنوياً يقدر بـ 3 مليارات و700 مليون  دولار، وتأتي التنمية المستدامة في ثلاثة مجالات رئيسة هي النمو الاقتصادي، وحفظ الموارد الطبيعية والبيئة، والتنمية الاجتماعية، وكل هذه المجالات مترابطة لا يمكن فصلها ،الا ان بلداننا تفتقدها كلها ما يعني فشل التنمية المستدامة عندنا.