نقش جنائزي بالخط الكوفي من كنيسة (سان سيستو) في مدينة بيزا الإيطاليّة
نقش جنائزي بالخط الكوفي من كنيسة (سان سيستو) في مدينة بيزا الإيطاليّة
الكلمات المفتاحية:
نقش عربي، نقش جنائزي، بيزا، اللغة العربيّة، إيطاليا.الملخص
يمتد الوجود العربي في شبه الجزيرة الإيطاليَّة وجزرها من القرن التاسع إلى القرن الحادي عشر، وذلك وفقًا للمعلومات التي قدمها لنا المؤرخون.
يوصف هذا الحضور الحيّ بشقين، أَمّا الأوّل فهو المادي العماريّ حيث تحتفظ المتاحف بالعديد من الشواهد الأثريّة النقشيّة والخطيّة العربيّة الفنيّة المهمة والنادرة. وامّا الشق الثاني فهو الثقافي الاجتماعي، المتمثل بالحضور اللغويّ الواسع في اللغة الايطاليّة، ذلك لأنها أحد البلدان التي حظيت، شانها شان سائر الانسانيّة بثمار الحضارة العربية الثقافيّة والعلميّة.سنسلط الضوء هنا على مدينة بيزا الايطاليّة ـ الجمهورية البحريّة آنذاك ـ حيث تمتعت بمكانة مهمة خلال العصور الوسطى، وتتجلى هذه الأهمية في جميع معالمها العماريّة وفي مختلف الأعمال الفنية المحفوظة في قاعات المتاحف وفي كنوز الكنائس من بين هذه الشواهد نجد أيضًا، قطعًا اثريّة ثمينة من الفن الإسلامي، على سبيل التمثيل، طائر العنقاء (الهجين) المشهور – حيث كان موضوعا على سطح سقف الكاتدرائيّة المركزيّة، تحديدا في الجزء العلوي من سقف الصحن المركزيّ للكاتدرائيّة – أمّا اليوم فهو محفوظ في متحف (ديل أوبرا ديل دومو) ، لعله احد غنائم الحرب التي تم الحصول عليها في واحدة من معارك البيزانين ضد المسلمين. كما ان هناك قطع اثريّة اسلاميّة خُزنت في أماكن أخرى من المدينة، بما في ذلك كنيسة سان سيستو الرومانية، حيث يُخزن النقش الجنائزي فيها موضوع بحثنا هذا. يُعنى البحث بعرض تاريخيّ، وصفيّ، ودراسة لغويَّة تحليليّة لمفرداته هذا النقش الجنائزيّ نُحِتَ نحتا بارزا وبخط كوفي على لوح رخامي، باسم الأمير (أبو نصر محمد عبد الله بن أَغلب)، ويروى انه يُعرف بـ (المرتضى) ومازال النقش محفوظا مع نفائس أخرى، كما ذكرنا، في الكنيسة الرومانية المكرسة لسان سيستو، الواقعة في مدينة بيزا ضمن مقاطعة توسكانا الايطاليّة.نُقِشَ هذا النفش بالخط الكوفي في إطار زخرفي بسيط، ويتكون النص من أربعة عشر سطرًا تبدأ بالبسملة يتبعها اسم المتوفى وتتضمن أيضًا آيات قرآنيَّة.