مباحث الألفاظ اللغوية عند الأصوليين وابن جنّي في كتابه )الخصائص (الترادف والمشترك اللّفظي والحقيقة والمجاز

الملخص

إنّ ابن جنّي المتوفى 392ه في كتابه: (الخصائص) قد تأثر بعلم أصول الفقه وهذا ما دعاه لعمل أصول النحو على غرار أصول الفقه والكلام؛ إذْ قال: ((لم نر أحدا من علماء البلدين – أي البصرة والكوفة- تعرض لعمل أصول النحو، على مذهب أصول الكلام والفقه))، فألّف ابن جنّي كتابه على غرار علم الأصول وهذه صورة من صور تأثره بهذا العلم.

ومن صور تأثره بهذا العلم أيضا استعماله مصطلحات هذا العلم من قياس وشبه قياس وعلة واستحسان وغير ذلك، وكان يقدّم السماع على القياس، ويرى الحمل على الظاهر مالم يدعُ داعٍ إلى الترك والتحول؛ إذ قال: ((متى ورد عليك لفظ فالقياس أن تتناوله على ظاهره ولا تدعي فيه قلبا ولا تحريفا إلا أن يتضح سبيل أو يقتاد دليل)). وهذا ما أسماه الأصوليون الظاهر والمؤول.

هذا وإنّ منهجنا في هذا البحث يتمثل بأن نذكر كلام الأصوليين في المسألة ثم نذكر كلام ابن جني ثم نبين وجه الموافقة أو المخالفة بينهما ما وسعنا ذلك، ومثَّلنا لكل منهما من خلال كلامه فمثلنا للأصوليين بأمثلة فقهية؛ لأنهم يتحدثون عنها ومثلنا لابن جني بأمثلة لغوية؛ لأنه يتحدث عنها، ومن هذه القضايا اللغوية التي ذكرها الأصوليون وتأثر بها ابن جنّي في كتابه: الخصائص (الترادف، والمشترك اللفظي، والحقيقة والمجاز) التي هي موضوع بحثنا.