شعرية التوظيف الأسطوري وإيحاءاته في شعر السياب، قصيدة (سربروس في بابل أنموذجا)

شعرية التوظيف الأسطوري وإيحاءاته في شعر السياب، قصيدة (سربروس في بابل أنموذجا)

المؤلفون

  • أ.م.د. زينب عبد الأمير حسين القيسي الجامعة العراقية / كلية التربية للبنات

الملخص

بدر شاكر السياب من الشعراء المعروفين بتوظيفهم الفني للأسطورة. لذا ارتأيت البحث عن شعرية هذا التوظيف من خلال منهج نقدي حديث وهو المنهج التداولي ، الذي يقوم على فهم قصدية المؤلف ،من خلال شفرات النص ،على وفق نظر المؤول .

    إنَّ شعرية التوظيف الأسطوري في قصيدة سربروس في بابل  تكمن في جعل القصيدة بأكملها استعارة موسعة وانزياحا عن المألوف الكلامي ، فلم تكن الأسطورة هنا أداة من أدوات تشكيل القصيدة ،وإنما هي الهيكلية التي شُكلت القصيدة من خلالها .فسربروس هو الكلب الحارس لمملكة الموت في أساطير الأغريق ، وبابل (العراق) الجريح أبدا  .وقد يعني سربروس عند الشاعر شخصا ما ، أو نظاما ما ، في مقصدتيه ؛ بيد أنَّ تأويله ينفتح عند القارئ ليشمل احتمالات مختلفة متنوعة ، تعطي القصيدة دفقا حيويا يربطها بعصور وأجيال تختلف عن عصرها وجيلها ، ما دام الموت واحدا ، والعراق الجريح واحدا ، فسربروس في كل عصر يرتدي رداء يميزه ببشاعة القتل والتمزيق لقلب العراق . اعتمد الشاعر على فكرتي الاسترجاع والاستباق في رسم لوحته التعبيرية الخاصة بالعراق ومعاناة شعبه على مرّ الازمنة ،وكانت الثيمة المركزية في القصيدة    ( الصراع بين السلطة الظالمة والشعب) . والسلطة التي أرادها الشاعر لاتتحيز بالسلطة السياسية فحسب ،وانما تشمل أي تسلط ينحر انسانية الانسان وقواه الابداعية ،سواء أكان تسلطا دينيا متطرفا ،أم تسلطا فكريا إيديلوجيا ،أم تسلطا اجتماعيا قائما على فرض مواضعات اجتماعية ظالمة . قسمت القصيدة على أربعة مقاطع ،ابتدأ الاول بالتوصيف الشكلي لسربروس وهو معادل موضوعي للسلطة الظالمة وأخذ المقطع الثاني يبرز الحلم والتمني بنهوض تموز من سباته الطويل ، فينشر الخير ويفجر الثورة  ضد قوى التخريب.أما المقطع الثالث في القصيدة فأخذ يصور المعنى الحقيقي لقصدية السياب ،بمنأى عن صورة الاسطورة الاستعارية وقامت شعرية السياق التداولي فيه على مفارقة التضاد (فقر الشعب وغنى البلد).

التنزيلات

منشور

2020-03-01