فلسفة الإصلاح بين جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده دراسة مقارنة

فلسفة الإصلاح بين جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده دراسة مقارنة

المؤلفون

  • Professeur Adjoint Hussein Kiliban Ali Al-Bareh Al-Zuhayri (Ph.D.)

الكلمات المفتاحية:

الكلمات المفتاحية: فلسفة الاصلاح، جمال الدين الافغالي، محمد عبده

الملخص

     لقد قمت بتسليط الضوء على حجر الزاوية في الفلسفة الإسلامية ، وهو الإصلاح في القرن التاسع عشر بين هذين الشيخين ، لأننا خلال هذه الفترة كنا نعيش تحولات جذرية في العالم الإسلامي ، حيث  بلغت حالة الشرف العقلي والاجتماعي والسياسي في القرن الثامن عشر ذروتها في التخلف والانحدار الأوهام والخرافات والبدع الشريرة بسبب الجهل ، ، والشرق الإسلامي كان يئن تحت المظالم والجهل والاستبداد.           وبعد اكتشاف أمريكا وفتح الطريق إلى الهند ، بدأت أوروبا تسلك طريق التقدم. وإذا نظرنا إلى التاريخ الإسلامي نجده مليئًا بجهود الإصلاح والتجديد ، وكان هذا هو الشيء المهم الذي قدمه الغزالي وابن تميمة وجمال الدين الأفغاني ومحمد عبدة وعبد الحميد بن باديس. ، وأن واقع العالم الإسلامي وقت ظهور الشيخين جمال الدين ومحمد عبدة في القرن التاسع عشر كان متوافقا مع المعرفة الناقصة والتي  تعتبر أخطر من الجهل البسيط ، فيمكننا هنا تلخيص أسباب تخلف المسلمين :

التخلف الفكري: الحجج اللفظية التي لا تثري ، والمعلومات الشكلية عن الدين ، والحساب البسيط فقط هو الذي تعرفه العلوم الحديثة ، واقتباس صغير من علم الفلك القديم الذي يعمل على تحديد أوقات العبادة ، والتعليم في الأزهر كان فقط حشو معلومات  بدون نقد وتفكير واستنباط. تشدد رجل الدين: باب الاجتهاد مغلق ، وكل اجتهاد بدعة. أما الدين فقد صار أشبه بالطقوس الظاهرة التي لا تمس القلب ولا تحيي الروح ... وبهذه الحالة ثار الشيخان من أجل الإصلاح الشامل لكنهما تباعدا بعد ذلك واختار كل منهما طريقه الخاص. لذلك لم يكن الشيخ جمال الدين مؤلفًا عظيمًا ، ولكن مع العديد من الكلمات ، وتهيئة العقول وتربية النفوس ، كان نهجه مشابهًا إلى حد ما لنهج سقراط. أما الشيخ محمد عبدة فكان كاتبًا عظيمًا يتجاهل نوعًا ما التحدث إلى الجماهير ...

بدأ فكر جمال الدين الأفغاني ، مثله مثل فكر محمد عبدة ، من مسألة انحدار العالم الإسلامي وحاجته إلى القيامة الذاتية ، فعلم أن سبب ضعف بلاد الإسلام هو: الجهل والفقر والتخلف والسيطرة الاستعمارية ، وأن على الشرق أن يتعلم الفنون والعلوم المفيدة من أوروبا ، ليس عن طريق التقليد الأعمى ، ولكن بالاجتهاد ، كما كان الأفغاني يعتقد أن انتصارات أوروبا لم تتحقق إلا من خلال اهتمامها بالعلم وتطبيقاته الدقيقة ، وأن مرض الشرق يكمن في العدو الثلاثي ، وهو الجهل والفقر واستبداد الملوك ، كان يعتقد أن النصر مرتبط بمسار الإصلاح السياسي والديني ، بينما رأى محمد عبده أن كل واحد منهم منعزل عن الآخر ، وأن العقل البشري له حدوده ، بينما الأفغاني يمجد العقل من خلال زرع الثقة في النفوس و ما يعتبره العقل مستحيلاً بحدوده سيكون حقيقياً بعد إطلاقه.

      باختصار ، كان للأفغاني خط ثوري ، بينما كان محمد عبدة مصلحًا ، ويتسم فكر الأفغاني بطابع فلسفي عميق وهو حقًا مفكر لامع ورائع ، بينما يتطور محمد عبدة في إطار ديني و في بيئة محددة ، يتمتع الأفغاني بخبرة في السياسة الدولية وعادات الأمم ، بينما محمد عبدة عالم في مجال الدين الإسلامي ، وفي رأينا ، يبدو أن الإصلاح لا يمكن تحقيقه إلا من خلال المزج بين الروحانيات والمادية. وجوه. والعلم والضمير ، وأما مستقبل العالم الإسلامي ، فهو في نظرنا مرتبط بالمصالحة بين الأصل والجديد ، دون مبالغة أو إهمال....

التنزيلات

منشور

2023-03-01