قراءة في التدوين الجغرافي لإقليم عُمان

الملخص

تعود جذور وتفاصيل التدوين الجغرافي إلى فترات مُبكرة من عمر البشرية وذلك من خلال ما خلفته لنا الحضارات الإنسانية باختلافاتها المتعددة من موروثات مادية ومعنوية في شتى المجالات المرتبطة بالمصنفات الجغرافية وأدب الرحلات ولقد كان لعُمان نصيبٌ وافر من المدونات الجغرافية والتي تم تقييدها من قِبل الرحالة والتجار والبحارة المغامرين أو من تلك التي تم تدوينها ونسخها من قِبل المؤرخين والجغرافيين ورجال السياسة والدين عبر التاريخ. 

لقد كانت مؤلفات ومصادر التدوين الجغرافي نتاجًا لخبرات متلاحقة قامت بها الأجيال المتعاقبة والتي كانت تملك شغفًا جليًا في هذا المجال وفي اكتشاف مكنونات الإقليم العُماني وغيره من الأقاليم والمناطق، كما ويُعد هذا الإرث الجغرافي عبر فتراته التاريخية المختلفة امتدادًا ثقافيًا لخبرات سابقة اعتمد عليها الباحثين والمهتمين في هذا المجال لتدعيم دراساتهم وتقاريرهم البحثية.  وقد لا يتسع لنا المجال للإسهاب في هذا الشأن، غير أننا نؤمن ايمانًا قاطعًا بدور التدوين الجغرافي في اثبات عُمان وغيرها من المناطق للعديد من حقائقها التاريخية والجغرافية وفي تعزيز وترسيخ الولاء والانتماء لجميع موروثات ومكتسبات هذا الإقليم العربي المسلم ولتثبيت دعائم وجوده ودوره السياسي والاقتصادي والاجتماعي على مستوى منطقة الخليج العربي وفارس وعلى المستوى الدولي كذلك.