النتائج السياسية لولاية الاستيلاء في دولة المماليك البحرية(648هـ/784هـ)

الملخص

شهدت الدولة المملوكية البحرية (648هـ-784هـ) تطورات سياسية كبيرة انعكست على نظام الحكم وأساليب انتقال السلطة بين السلاطين , تميز هذا النظام بما يُعرف بـ "ولاية الاستيلاء"، حيث لم يكن الحكم يُحسم وفق مبدأ الوراثة التقليدية، بل كان يخضع لقانون (الغلبة والقوة)، مما جعل الصراع على العرش سمةً بارزة في التاريخ السياسي للمماليك , وقد أدى هذا الأسلوب إلى نشوء تحالفات وصراعات بين الأمراء، أسهمت في إعادة تشكيل المشهد السياسي للدولة ,

لقد كان لمنطق القوة والغلبة أثرٌ واضحٌ على طبيعة الحكم، إذ اعتمد السلاطين على دعم الجند والأمراء لتعزيز سلطتهم، مما أدى إلى عدم استقرار سياسي متكرر، خاصة عند ضعف السلطان أو صغر سنه , كما أسهمت هذه السياسة في نشوب اضطرابات داخلية، وثورات أدت إلى تغييرات جوهرية في موازين القوى داخل الدولة.

تهدف هذه الدراسة إلى استعراض النتائج السياسية لنظام ولاية الاستيلاء في دولة المماليك البحرية، من خلال تحليل انعكاساته على استقرار الدولة، وطبيعة الصراعات بين الأمراء، وتأثير ذلك على البنية السياسية والإدارية , في ظل مشروعية دينية كانت تمنح حكمهم غطاءً سياسيًا يبرر وصولهم إلى السلطة .