دراسة تقييمية لفاعلية لجان الحفاظ على سلامة اللغة العربية في المؤسسات الجامعية

الملخص

تعد اللغة العربية سيدة لغات العالم وهي من أجملها وأرقاها حيث لا تعادلها أي لغة أخرى في الدقة والجمال.  وهي هوية ولسان الأمة العربية وهي لغة الأدب والعلم وهي لغة الحياة بكل معانيها وهي اللغة التي شاء الله عز وجل أن تكون لغة كتابه القرآن الكريم.

وعليه ينبغي على كل العرب الاهتمام بهذه اللغة الجميلة والحفاظ عليها والعمل على مواجهة اللهجات والمصطلحات الدخيلة عليها من اللغات الأخرى التي تعمل بمرور الوقت على تشويه صورتها الراقية.

وللحفاظ على سلامة اللغة العربية كان لا  بد  من العمل على دراسة قواعدها وفهم معانيها والتحدث بها بفصاحة وإتقان  إذ يعد ذلك ضرورة لا يستغنى عنها وهي من أسس الدراسة في كل لغة حية  متجددة.

ولتحقيق هذه الأهداف في المؤسسات الجامعية تم تشكيل لجنة خاصة في كل كلية اومعهد تسمى لجنة الحفاظ على سلامة اللغة العربية تتكون من عدد من الأساتذة من ذوي الاختصاص والخبرة في اللغة العربية.

ويهدف البحث الحالي إلى إجراء دراسة تقييمية لفاعلية لجان الحفاظ على سلامة اللغة العربية في المؤسسات الجامعية من وجهة نظر كل من الأساتذة والطلبة.

ولتحقيق هذا الهدف قام الباحثان بأعداد استمارتي  استبيان تهدفان إلى معرفة فاعلية  لجان الحفاظ على سلامة اللغة العربية في المؤسسات الجامعية من وجهة نظر كل من الأساتذة والطلبة وهما مكونتان من عدد من الفقرات على مقياس ليكرت الخماسي ومستوفيتان لشروط الصدق والثبات اللذين تم استخراجهما لهما بالأساليب الإحصائية المعروفة لغرض التعرف على وجهات نظر كل من الأساتذة والطلبة حول فاعلية لجان الحفاظ على سلامة اللغة العربية في المؤسسات الجامعية وكانت الأولى للأساتذة والثانية للطلبة.

وتم اختيار عينة عشوائية مكونة من ثلاث وخمسين أستاذا جامعيا  ومائة وسبع عشرة  طالبا وطالبة من عدة جامعات في العراق خلال العام الدراسي (2018 -2019) من أصدقاء احد الباحثين في برنامج التواصل الاجتماعي الفيس بوك عبر شبكة الانترنت إذ تم إرسال استمارتي الاستبيانين إليهم الكترونيا من اجل إجابة كل فئة على فقرات الاستبيان المخصص لها.

وتم تحليل النتائج باستعمال الأساليب الإحصائية المناسبة عن طريق البرنامج الإحصائي (SPSS). ولوحظ وجود تفاوت في وجهات نظر كل من الأساتذة والطلبة حول بعض فقرات الاستمارتين وتشابه في البعض الأخر. واتفق معظم أفراد العينة من الأساتذة والطلبة على أهمية وجود لجان الحفاظ على سلامة اللغة العربية في المؤسسات الجامعية وضرورة الاهتمام بها وتفعيل نشاطاتها ولكنها بحاجة إلى التطوير في فعالياتها وأسلوب عملها.

وبذلك أستنتج البحث أهمية وفاعلية لجان الحفاظ على سلامة اللغة العربية في المؤسسات الجامعية من وجهات نظر كل من الأساتذة والطلبة وإنها بحاجة إلى مزيد من التطوير في النشاطات والفعاليات التي تقوم بها. وأوصى إلى أصحاب القرار في المؤسسات الجامعية بضرورة الاهتمام بهذه اللجان وتفعيل عملها بصورة جدية ووفق خطط منظمة ومدروسة وهادفة من أجل الحفاظ على لغتنا العربية وبقاءها نقية وجميلة. كما أقترح أجراء بحوث مكملة له في هذا المجال.