العلاقات المكانية لعناصر النمو الحضري في العراق للمدة (1987- 2023).

الملخص

النمو الحضري في العراق يعد أنعكاس للتحولات الاقتصادية والديموغرافية والاجتماعية والسياسية، أذ شهدت مدن العراق تطورات كبيرة في هيكلها وحجمها السكاني, وجاء ذلك نتيجة ارتفاع أسعار النفط في الثمانينيات, وكذلك ارتفاع حجم السكان وعلاقته بالنمو السكاني, وبالتالي تأثير ذلك على توزيع السكان وزيادة الهجرة الداخلية نحو المراكز الحضرية, وللمتغيرات الاجتماعية أثر في أنتقال السكان من الأرياف الى المدن أما بسبب الزواج أو الوظيفة, وللمتغيرات السياسية تأثير كبير على حجم وهيكل المدن أذ تم رفع المستوى الإداري لبعض الوحدات الى محافظة والبعض الآخر من قرية الى ناحية.

    أما بعد سنة 2003 شهدت المدن العراقية تغيرات جذرية نتيجة الأحداث السياسية والأمنية, ونتيجة لذلك تأثر النمو الحضري من خلال أزدياد التحديات في توفير الخدمات الأساسية, وكذلك بالهجرة الكبيرة من ريف الى المدينة, ولاسيما الهجرة من المحافظات الى بغداد بسبب تطوع إبناء تلك المحافظات على المؤسسات الأمنية وأغلبهم جاءوا مع عوائلهم، مما أدى إلى تحولات في حجم السكان وأرتفاع معدلات النمو السكاني في المدن على حساب الريف, وقد كان تدهور الزراعة في أغلب محافظات العراق سبباً رئيساً في الهجرة من الريف إلى المدينة.

    جاءت نتائج البحث بوجود تباين في نمو السكان الحضر ببن محافظات العراق، وجاءت محافظتي دهوك وكربلاء بأعلى معدل بلغ (3.82 , 2.89) خلال المدة (2013 – 2023) بالتتابع, لتسجل محافظة الأنبار أقل معدل بلغ (1.50), وسجلت محافظة بغداد أعلى نسبة للسكان الحضر بلغت (26.9%) لسنة (2023), وجاءت محافظة المثنى بأقل نسبة (1.4%) لسنة 2023. وسجلت محافظة البصرة أعلى معدل للمواليد الخام بلغ (30.78) لكل 1000 نسمة من السكان, وجاءت محافظة السليمانية بأقل معدل مواليد بلغ (22.50), أما معدل الوفيات الخام فتصدر الترتيب محافظة المثنى بمعدل (6.09) لكل 1000 نسمة من السكان, وجاء محافظة أربيل بأدنى معدل بلغ (2.40), أما معدل صافي الهجرة وهو الأكثر تأثيراً على أرتفاع معدل النمو الحضري, أذ سجلت محافظة دهوك أعلى معدل موجب بلغ (14.67), فيما سجلت محافظة نينوى أقل معدل صافي سالب بلغ (15.34 ــــــ) لسنة 2023.