التباين المكاني للحدود الحرارية وأثرها على زراعة الحبوب الشتوية في قضاء سهل اربيل

الملخص

           تتمحور هذه الدراسة حول اثر عنصر الحرارة كأحد العناصر المناخية المهمة في زراعة الحبوب الشتوية (القمح و الشعير) وإنتاجها من حيث كميتها ونوعيتها، و تباينها المكاني بين الوحدات الإدارية لقضاء سهل أربيل كأحد أقضية محافظة أربيل في إقليم كوردستان العراق. ولا شك أن للحدود الحرارية أثر واضح على موعد زراعة المحصولين، كون القمح واشعير تعدان من المحاصيل الغذائية الستراتيجة لسكان المنطقة ولهما أثر كبير في تأمين الأمن الغذائي لسكان القضاء و المحافظة. مما ساهم بشكل أو آخر على إستثمار الأراضي الزراعية وصياغة تخطيط زراعي مستدام بهدف إحداث التنمية الزراعية المستدامة في المنطقة.

          تمتاز منطقة الدراسة بإمتلاك مقومات طبيعية وبشرية هائلة في إستثمار الأراضي الصالحة والعمل على توسيع المساحات المزروعة وازدياد كمية إنتاجهما و نوعيتهما.

          تتباين قيم درجات الحرارة مكانياً في قضاء سهل أربيل نتيجة لموقعها الفلكي(زاوية سقوط الأشعة والأبتعاد عن خط الإستواء) و تضاريسها، ففي فصل الشتاء تنخفض قيم درجات الحرارة وتزداد قيمتها بشكل تدريجي خلال فصل الصيف، وبشكل عام تنخفض قيمها كلما تقدمنا من الأجزاء الجنوبية و الجنوبية الغربية من القضاء نحو الجهات الشمالية و الشمالية الشرقية من المنطقة تدريجياً. وأوضحت الدراسة المتطلبات الحرارية لكل المحصول من المحاصيل المدروسة ومدى تأثيرها على إنتاجية المحصولين ومساحاتها المزروعة. وقد توصل الدراسة الى إظهار التباين المكاني لدرجات الحرارة الصغرى و العظمى و الأمثل خلال فترة نمو المحصولين، بالرغم من التباين احتياجات المحصولين للحرارة وتباينها مكانياً وكمية توافرها حسب المحطات منطقة الدراسة خلال مراحل نمو المحصولين. وتوصلت الدراسة ان هناك تباين واضح في الإحتياجات درجات الحرارة الملائمة (العظمى  -  الصغرى - المثلى ) لمحصولي القمح و الشعير لكل مرحلة من مراحل نموهما و مقارنتها بالمتطلبات الحرارية الأساسية لتلك المرحلة. وأظهرت نتائج الدراسة بأن هناك ملائمة حرارية جيدة في المنطقة لزراعة المحصولين.