المرحمة الغيثية بالترجمة الليثية من أخبار الإمام الليث بن سعد رضي الله عنه تأليف: الإمام العلامة فريد عصره الشيخ شهاب الدين احمد حجر العسقلاني الشافعي
المرحمة الغيثية بالترجمة الليثية من أخبار الإمام الليث بن سعد رضي الله عنه تأليف: الإمام العلامة فريد عصره الشيخ شهاب الدين احمد حجر العسقلاني الشافعي
الملخص
أن تحقيق المخطوطات مهمة علمية ووجدانية تتطلب الهمة والاستعداد للتغلب على الصعاب، والتجهيز بكافة المؤهلات اللازمة لإخراجها كما كانت بصورتها الأصلية،واصل التحقيق من قولهم حقق الرجل القول: صدفه، أوقاله هو الحق، والجاحظ يسمى العالم المحقق "محقاً" جاء في الرسالة فصل ما بين العداوة والحسد من رسائل الجاحظ: " انه لم يخل زمن من الأزمان فيما مضى من القرون الذاهبة إلا وفيه علماء محقون قرءوا كتب من تقدمهم ودارسوا أهلها" ثم قال: "والاحقاق: الاثبات،يقال أحققت الأمر إحقاقاً، اذا أحكمته وصححته".[1] وفي الاصطلاح المعاصر يقصد به بذل عناية خاصة بالمخصوطات حتى يمكن اتثبت من استيفائها لشرائط معينة، فالكتاب المحقق هو الذي صح عنوانه، واسم مؤلفه، ونسبه الكتاب اليه، وكان متنه أقرب ما يكون الى الصورة التي تركها المؤلف، وعلى ذلك فان الجهود التي تبذل في كل مخطوط، ومنها مخطوطتنا، يجب ان تتناول البحث في الزويا التاية وهي: تحقيق عنوان الكتاب، وتحقيق اسم المؤلف، وتحقيق نسبة الكتاب الى مؤلفه وأخيراً تحقيق متن الكتاب حتى يظهر بقدر الامكان، مقارباً لنص مؤلفه، وبفضل الله تمكننا من اماطه اللثام عن حقيقة هذه المخطوطة المهمة بعد بذل جهد كبير بالقدر الذي تمكنا فيه من حسن قراءة النص الذي هدانا الى العنوان واسم المؤلف، والى الاختصاص الذي ذهب المؤلف وهو الكلام عن أخبار وأحوال أحد العلماء الأعلام في الحديث الشريف وهو الامام الليث بن سعد واربعينيته في الحديث ... والمؤلف وهو ابن حجر في غنى عن التعريف في توثيقاته الأمنية ودراساته الرصينة، ومن هنا جاء ت رغبتنا في تحقيق هذه المخطوطة النفسية التي تشتمل على نفحات طيبة من شذى العطر النبوي الفواح، اتحفنا به ابن حجر العسقلاني في هذه الرحمة الغيثية في أربعين حديث من كلمات رسول الله (r) المضيئات العطرات، منسوبة الى الامام الثقة والحجة الحافظ العلامة الليث بن سعد (94 ـ 175هـ)، الذي سيكون محور الكلام في الترجمة والتحقيق في هذه المخطوطة التي تعتبر درة يتيمة بين المخطوطات في علم الحديث.
[1] الجاحظ: عمرو بن مجر الكناني ( رسائل الجاحظ ) تحقيق عبد السلام هارون، بيروت، ( ب ت ) ج1 ص 338 _ 339.