نمذجة انتشار الفيضان ورسم خرائط مخاطره باستخدام برنامج HEC-RAS محاكاة لإنهيار سد وادي كعام في ليبيا

الملخص

تتسبب الفيضانات الناجمة عن انهيارات السدود بخسائر فادحة في الأرواح والممتلكات عند منطقة مصبات الانهار والوديان بالخصوص, كما حدث لـ مدينة درنة في سبتمبر عام 2023. فيما تتحدد مقدار الخسائر إعتماداً على مدى مساحة الفيضانات، إنتشار موجة الفيضان، مقدار وقت التحذير المتاح وحجم السكان المعرضين للخطر. وبالرغم من التحسينات الكبيرة في تصميم وبناء السدود, إلا إن إنهيارها لاسبابٍ طبيعية او بشرية يبقى امراً قائماً, وان احد ابرز الاخطار الطبيعية المتسببة بذلك حالياً يكمن في الشذوذ المطري الناجم عن التغير المُناخي عالمياً, لاسيما في المناطق الصحراوية وشبه الصحراوية, وإهمال الصيانة. لذلك, تعد نمذجة الفيضانات عملية مهمة جداً في توفير المعلومات حول مديات الفيضانات وخصائصها وكيفية التقليل من اخطارها. لقد تم إعتماد تصميم نموذج محاكاة لإنهيار سد وادي كعام باستخدام تطبيق HEC-RAS مع نماذج نظم المعلومات، وبيانات المرئيات الفضائية المعالجة ببيئة ArcGIS, لاجل الحصول على خرائط غمر الفيضان وتحديد خرائط مخاطر الفيضان عند إنهيار السد. توصلت الدراسة إلى إنه عند حدوث الفشل الكارثي بإنهيار سد وادي كعام, فان الفيضان الناتج عن ذلك سيصل إلى المنطقة السكنية في كعام عند مصب الوادي خلال اقل من ساعة, كما إنه سيتسبب بغمرها باعماق تتراوح بين 4.1 – 9.1 متر, وبسرعة جريان كبيرة عند مقدمة السد تُقدَّر بنحو 15 م\ثا, ونحو 2 – 4 م\ثا عند وصولها الى الاحياءالسكنية الواقعة عند مصب الوادي. فيما ستستمر مياه الفيضان بالجريان لنحو 17 – 19 ساعة, هذا في حال كان خزين السد 50 – 60 مليون م³ . الامر الذي يمكن ان يتسبب بإحداث اضرارٍ كارثية في المنطقة, وبذلك تاتي نتائج الدراسة لتوضيح خطورة ذلك ومساعدة صُنَّاع القرار في ليبيا لاتخاذ التدابير ووضع الخطط اللازمة لمواجهة هكذا سيناريو محتمل.